ساد هدوء حذر أمس، مدينة بنغازي الليبية (شرق) بعد معارك طاحنة جرت ليل أول من أمس، بين الأهالي وعناصر كتيبة 17 فبراير، واستمرت حتى الرابعة فجراً وأسفرت عن سقوط 5 قتلى وأكثر من 8 جرحى، كما أكد ل «الحياة» مصدر مأذون له. وأوضح المصدر أن متظاهرين من بنغازي، يتقدمهم بعض أهالي ضحايا موجة الاغتيالات التي تضرب المدينة منذ إطاحة نظام العقيد معمر القذافي في تشرين الأول (اكتوبر) 2011، تجمعوا أمام فندق تيبستي (الذي كان مقراً للمجلس الإنتقالي ومكتبه التنفيذي غداة اندلاع احداث 17 فبراير 2011) واتفقوا على اخلاء مدينتهم من الظواهر المسلحة، وتفكيك الميليشيات التي يحمّلونها مسؤولية اغتيالات عدة. وتوجه المتظاهرون، الذين كان بعضهم يحمل بنادق، إلى مقر كتيبة 17 فبراير القريب من جامعة بنغازي في منطقة قار يونس غرب المدينة، لمطالبتها بإخلاء المكان وتفكيك ميليشياتها، فما كان من بعض عناصر الكتيبة إلا فتح نيران اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة، صوب المحتجين لمنعهم من اقتحام معسكرهم، ما أدى الى اندلاع الاشتباكات. وأكد المصدر ذاته ل«الحياة» أن أهالي المدينة ما زالوا مصرين على اخلاء مدينتهم من الميليشيات مهما كلف الأمر، مشيراً الى أن «قوات الصاعقة المكلفة حماية بنغازي رفعت درجة استعدادها لتنفيذ الأمر الصادر لها بشأن أمن المدينة، لكن أيادي خفية لا تريد استتباب الأمن ولا أن يمارس السكان حياتهم بصورة عادية». إلى ذلك، نفت مصادر أخرى من بنغازي أي علاقة للجنرال خليفة حفتر قائد الانقلاب التلفزيوني في شباط (فبراير) الماضي بالحراك الشعبي ضد الميليشيات المسلحة في بنغازي. من جهة أخرى، بثت قناة «الدولية» التي يُعتقد أنها الذراع الإعلامية لكتيبة «القعقاع» في العاصمة طرابلس أمس، بياناً حذّر «كل مركبة آلية تحمل علم التنظيمات الإسلامية المتشددة بأنها ستكون هدفاً لمسلحي القعقاع» (التابعين لرئاسة أركان الجيش) .