كثفت وزارة السياحة السورية في العامين الماضيين حملات الترويج التي تضمنت إطلاق 16 حملة في أوروبا عبر المشاركة في معارض دولية ولقاءات مع كبريات الشركات والمستثمرين واستضافة إعلاميين أجانب، مستفيدة من "المظلة السياسية" التي توافرت أخيراً بفضل الانفتاح الغربي على سورية. ولاحظ وزير السياحة الدكتور سعد الله آغه القلعة أن مجلة "وندر لاست ترفل" وهي مجلة رئيسية للسياحة في بريطانية، استفتت قراءها لتحديد أفضل عشرة مقاصد كدول أو مدن سياحية في العالم وأفضل عشرة مطارات وشركات سياحية، فحلت سورية في المركز الخامس ضمن أفضل الدول السياحية في العالم لعام 2009 ودمشق في الموقع السادس ضمن أول عشر مدن سياحية في العالم . وكتبت المجلة عند إعلان النتائج "أن المستفتين باختيارهم سورية ضمن أفضل المقاصد في العالم رفضوا تصنيف سورية كدولة راعية للإرهاب كما تقول الإدارة الأميركية". ووفقاً لتقارير "المجلس الدولي للسياحة والسفر" للعام الجاري تقدمت سورية خمس مراتب إذ كانت في المرتبة 76 وأصبحت في المرتبة 71، ووردت سورية في 8 مؤشرات رئيسية للسياحة الدولية ضمن أول 12 دولة في العالم في نمو العمالة ونمو الطلب السياحي ونمو الناتج الإجمالي السياحي. وفي مؤشرات "منتدى دافوس الاقتصادي" لتنافسية السياحة والسفر تقدمت سورية تسع مراتب على السلم الدولي من 131 دولة وحلت في الموقع الخامس على مستوى العالم في تنافسية الأسعار للجولة السياحية والمرتبة 17 في تنافسية أسعار الفنادق وفي المرتبة 23 في مؤشر الأمن والاستقرار والمرتبة 29 في مستوى الضيافة وإقبال السوريين على السياحة والمرتبة الأولى في العالم في عدم وجود أي كلفة على الأعمال الناجمة عن الجريمة المنظمة والمرتبة 10 في عدم وجود كلفة على الأعمال الناجمة على الإرهاب. وأشار آغه القلعة إلى إن عدد السياح الكلي وصل خلال الأشهر الأربعة الأولى من العالم الجاري إلى 1.452 مليون سائح (إجمالي السياح العام الماضي نحو 5.4 مليون سائح) مقابل 1.341 مليون سائح في العام الماضي بزيادة 8 في المئة، وعدد الأوروبيين 90 ألف سائح مقابل 70 ألف سائح في العام الماضي بمعدل نمو 27 في المئة. وأوضح أن السياح السعوديين زادوا خلال شهر نيسان 2009 بنسبة 46 في المئة والكويتيين 46 في المئة والبحرينيين 41 في المئة والإماراتيين 21 في المئة والقطريين 16 في المئة. أما الأوروبيون فقد ازداد الألمان بنسبة 70 في المئة والفرنسيون 71 في المئة والإيطاليون 70 في المئة والأسبان 78 في المئة والبريطانيون 33 في المئة. ولفت إلى أن الحامل الرئيسي لهذه الزيادة التي بلغت وسطياً 54 في المئة في شهر نيسان 2009 «هي الدول التي ركزنا عليها حملاتنا الإعلانية والترويجية في الستة الأشهر الأخيرة». وأكد وزير السياحة أن حملات الترويج لعبت دوراً مهماً في إعطاء الصورة والآلية العملية للتنفيذ، لكنه أشار إلى «أن صورة سورية والنجاح الباهر الذي حققته سياسة الرئيس بشار الأسد طيلة السنوات الأخيرة والتي أنتجت هذا الإقبال السياسي على سورية من الأوروبيين، وفرا مظلة واسعة كفلت لكل الإجراءات التي قمنا بها أن تجد انعكاساً لها على أرض الواقع»، لافتاً إلى أن تحسن العلاقات العربية - العربية ضمن إطار القمة العربية أفسح في المجال لأجواء ايجابية. وقال آغه القلعة إن موازنة الترويج تبلغ ثمانية ملايين دولار وان سياسة الوزارة تعتمد كثيراً على استقدام الصحافيين والشركات السياحية إلى سورية وهذه سياسة غير مكلفة لأنها تنفق في سورية بالعملة السورية ولدينا اتفاقية مع شركة الطيران السورية التي تمنحهم بطاقات مجانية أو حسومات كبيرة على البطاقات، لافتاً إلى 700 إعلامي وممثلي شركات سياحية جاءوا إلى سورية في العام الماضي، إضافة إلى تنظيم حملات إعلانية تواكب بالتواجد في المعارض. وأكد آغه القلعة أن الوزارة ستطلق حملة إعلانية في دول الخليج قريباً حيث يتم إنجاز فيلم إعلاني جديد لكل من الأسواق العربية والأوروبية.