شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تطبيق قرارها منع ذوي أسرى حركة «حماس» من زيارتهم في سجونها، في وقت اقتحمت وحدات خاصة كبيرة من «متسادا» صباح أمس القسم الرقم 13 في سجن «النقب» جنوب صحراء النقب، وأخلته وفتشته، مستخدمة الكلاب البوليسية. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع في تصريح إن وحدات كبيرة اقتحمت القسم وأجرت تفتيشات «استفزازية وهمجية» وأخرجت نحو 100 أسير من القسم، واصفاً الوضع في السجن بأنه «متوتر». في هذه الأثناء، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 13 من ذوي الأسرى من قطاع غزة زاروا أبناءهم من غير المنتمين الى «حماس» أمس. وشددت على حق كل أسير في أن يزوره ذووه وفقاً للقانون الإنساني الدولي. جاء ذلك في وقت حرمت سلطات الاحتلال عدداً من ذوي الأسرى من القطاع والضفة الغربية من زيارة أبنائهم في السجون، ما يعني دخول قرار الحكومة الإسرائيلية حرمان أسرى «حماس» من الزيارة الى أجل غير مسمى. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن سلطات الاحتلال منعت صباح أمس 37 عائلة من ذوي أسرى بيت لحم من زيارة أبنائهم في سجني «نفحة» و «بئر السبع». وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية قالت الخميس الماضي إن إسرائيل قررت منع زيارات أكثر من ألف أسير من أسرى «حماس» من قطاع غزة، في محاولة للضغط على الحركة لإطلاق الجنود والإسرائيليين الأسرى لديها. وأشارت الى أن القرار يطاول 1200 أسير ينتمون الى «حماس» في قطاع غزة، ويهدف الى الضغط على الحركة للسير قدماً في صفقة للإفراج عن جثث الجنود، إضافة الى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. من جهتها، قالت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة «الجهاد الإسلامي» في السجون الإسرائيلية إن «مصلحة السجون النازية أقدمت على خطوة لم تحسب لها حساباً كعادتها تمثلت في منع زيارة بعض الأسرى لأهلهم، وذلك في تحدٍ سافر وتنكرٍ لكل ما تمَّ الاتفاق عليه بين عموم الأسرى وإدارة السجون عام 2012 بعدم المس بهذا الحق المتمثل بالسماح لكل الأسرى من زيارة ذويهم». واعتبرت أن «إدارة السجون واهمة إن ظنت بأنها ستستفرد بكل فصيلٍ على حدة بمنع زيارة الأهل، ونؤكد أننا في خندق واحد وجبهة متراصة أمام تغول الإدارة النازية، وأن وسائلنا النضالية ما زالت بفاعليتها وسنشهرها في الوقت المناسب». وشددت على أن مصلحة السجون «واهمة باعتقادها أن الأسرى أصابهم الإجهاد بعد إضرابهم الأخير، لذلك سحبت إنجاز زيارة الأهل، ونؤكد في هذا المقام أننا كأسرى الجهاد على جاهزية تامة لمواجهة المقبل». الى ذلك، قال محامي نادي الأسير الفلسطيني رسلان محاجنة إن محكمة الاستئناف العسكرية الإسرائيلية في سجن «عوفر» رفضت أول من أمس عدداً من طلبات الاستئناف التي قدمها النادي باسم أسيرين من محرري «صفقة شاليت» المُعاد اعتقالهم وهما مهدي عاصي من نابلس وخالد مخامرة من الخليل. وأضاف أن المحكمة أعادت بعد جلسة عقدت للنظر في الطلبين، الأحكام السابقة للأسيرين. وأوضح النادي في بيان أمس أن عاصي تمت إعادة حُكمه السابق والبالغ 20 عاماً، كما تمت إعادة الحكم بالسجن المؤبد في حق الأسير مخامرة. وقال مدير الوحدة القانونية في النادي المحامي جواد بولس إنه «كان متوقعاً ما جرى أمام هذه اللجان ولم تأتِ بمفاجآت، بل إنها مارست عملياً دورها حين أعادت الأسرى المحررين لقضاء محكوميتهم السابقة، وذلك بقبولها معظم ادعاءات النيابة بمستوييها النظري العام والتفصيلي الخاص بكل أسير». يذكر أن سلطات الاحتلال أعادت اعتقال نحو 60 محرراً من أسرى «صفقة شاليط»، غالبيتهم قبل عامين، وأصدرت قرارات تقضي بإعادة أحكامهم السابقة بعدما شكلت لجنة عُرفت باسم «لجنة الاعتراضات العسكرية» للنظر في قضاياهم من خلال تنفيذ قانون يسمح بذلك.