لشبونة - أ ف ب - أدلى الناخبون البرتغاليون بأصواتهم امس، لإعادة انتخاب انيبال كافاكو سيلفا (71 عاماً) الاقتصادي المحافظ الذي جعل من خبرته ابرز ورقة رابحة في وجه المخاوف التي تثيرها الازمة الاقتصادية، رئيساً لبلدهم. ورجحت كل الاستطلاعات اعادة انتخاب كافاكو سيلفا المدعوم من الاقلية اليمينية في البرلمان بفارق كبير على خصمه اليساري الشاعر مانويل اليغري وأربعة مرشحين آخرين. ودُعي اكثر من 9,6 مليون ناخب للتصويت في هذا الاقتراع الذي يعتبر العنصر الوحيد المجهول فيه هو نسبة الامتناع عن التصويت. وكان الإقبال على مراكز الاقتراع قليلاً كما افادت وسائل الإعلام المحلية التي عزت ذلك الى البرد الذي يجمد حماسة الناخبين. وفي قرى عدة ينتظر حدوث مقاطعة دعماً لمطالب محلية تتمثل احياناً في توسيع شبكة الهاتف النقال وأخرى في توسيع مقبرة. ولم يبد البرتغاليون المنشغلون بانتشار البطالة والفقر والخاضعين منذ بداية الشهر الجاري، الى ثالث خطة تقشف في غضون سنة، اهتماماً كبيراً بحملة انتخابية فاترة لأنها تكاد تكون محسومة سلفاً وكذلك لقلة الرهان نظراً للصلاحيات المحدودة بين ايدي رئيس الدولة. وخلال حملته الانتخابية دعا كافاكو سيلفا الذي كان رئيس وزراء طيلة عشر سنوات (1985-1995) الناخبين الى «تحمل المسؤولية» محذراً من اي «اختبار» بينما تعاني البرتغال من تراكم الديون ومخاطر الركود وتواجه صعوبات خطرة في التمويل قد تضطرها الى الاستنجاد بالمساعدة الدولية. وقال الرئيس في آخر مهرجان انتخابي الجمعة، ان «الوضع في بلادنا تفاقم الى درجة غير مسبوقة، انه ليس زمن المغامرات: الآخرون ينظرون الينا والبرتغال في حاجة الى صدقية». وبعد انتقاد الحكومة الاشتراكية ضمناً، اكد الرجل الطويل القامة انه اكبر «مدافع عن الاستقرار السياسي»، واعداً بأن يكون «غير منحاز» و «فوق الأحزاب السياسية». وعلى رغم ان الرئيس لا يملك اي سلطة تنفيذية، فهو يتمتع بحق حل البرلمان. واتهمه منتقدوه بالسعي الى إسقاط حكومة الاقلية الاشتراكية. وظل الحزب الاشتراكي الذي اعلن رسمياً دعمه لمانويل اليغري، بعيداً من الحملة الانتخابية وأفاد تحقيق معهد مركتست ان 39 في المئة من الناخبين الاشتراكيين يستعدون للتصويت لمصلحة الرئيس المنتهية ولايته. ويحظى اليغري الذي ينتمي الى جناح اليسار في الحزب الاشتراكي والمعروف باختلافه مع رئيس الوزراء جوزيه سوكراتيس، ايضاً بدعم كتلة اليسار (اليسار المتطرف) التي تنتقد بشدة اجراءات التقشف التي تفرضها الحكومة الاشتراكية بموافقة الحزب الاجتماعي الديموقراطي من وسط اليمين الذي ينتمي اليه كافاكو سيلفا. وكرر اليغري خلال حملته الانتخابية انه «ليس مرشح الحكومة»، مؤكداً انه «رجل حر» يحمل «أملاً جديداً للبرتغال» في مواجهة «ديكتاتورية الاسواق المالية». وحصل مانويل اليغري في 2006 عندما كان مرشحاً «مستقلاً» على 20,7 في المئة من الأصوات وراء كافاكو سيلفا (50,5 في المئة) لكنه تفوق على الرئيس الاشتراكي السابق ماريو سواريس (14,3 في المئة). وعلى غرار 2006 خاض اليسار الحملة مشتتاً بثلاثة مرشحين هم مانويل اليغري ودفنسور مورا المنشق الاشتراكي والشيوعي فرانسيسكو لوبس. والمرشحان الآخران هما جوزيه مانويل كويلو النائب عن جزيرة ماديرا وفرناندو نوبري رئيس منظمة طبية غير حكومية.