قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور محمود الزهار إن الحركة تدير ملف الجندي الاسرائيلي الأسير لدى فصائل المقاومة في غزة غلعاد شاليت ب»سرية تامة» منذ أسره العام 2006. وأضاف الزهار خلال لقائه مع متضامني قافلة «القدس 5» الليبية ليل الجمعة السبت أنه «ليس لدينا أي جديد نستطيع أن نقوله في قضية الجندي شاليت»، معتبراً أن إسرائيل «تثير هذا الملف عبر مصادرها وإعلامها». ورأى أنه نظراً لأن «حساسية هذا الموضوع كبيرة فإن أي كلمة تخرج للإعلام لها تأثير كبير جداً على ذوي الأسرى». وجاءت تصريحات الزهار تعقيباً على تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري، التي نسب اليها أثناء لقاء مع عائلة شاليت وصفها استمرار احتجازه بأنه «جريمة حرب». واعتبر الزهار أن تصريحات أليو ماري «تدل على النموذج الصارخ لسياسة النفاق الأوروبية». وجدد القول إن «شاليت خطف من دبابته». ولفت الى إن أليو ماري «تعتبر ذلك جريمة حرب، ولكن بعدما ضربت بالأحذية غيّرت أقوالها واعتبرتها محرفة». واستبعد الزهار أن تكون لدى إسرائيل «قدرة على ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي»، لأن «السلاح النووي لا يميز بين الخط الأخضر والخط الأصفر». وكانت قافلة «القدس 5» الليبية للأدوية التي نظمتها اللجنة الأهلية الدائمة لدعم الشعب الفلسطيني، والنقابة العامة للمصارف وشركات التأمين والاستثمار في ليبيا، ورعاها رئيس النقابة البهلول الثواري، وصلت إلى القطاع مساء الخميس عبر معبر رفح الحدودي. وزار وفد القافلة أمس مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة. وقال رئيس الوفد نوري الشهاوي أثناء الزيارة إن القافلة اطلعت على واقع القطاع الصحي، خصوصاً أزمة نقص الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، وقال: «نحن على استعداد لسد النقص في جميع هذه المستلزمات»، مضيفاً أن الوفد سيطلع الرئيس الليبي معمر القذافي على كل المتطلبات الصحية التي أفادتهم بها وزارة الصحة في غزة من أجل توفيرها وإرسالها في القريب العاجل عبر وفد يرأسه الثواري. وأشار الى أنه سيتم عرض إنشاء مستشفى ضخم للأورام في قطاع غزة، بعد الاطلاع على معاناة مرضى الأورام وصعوبة تلقيهم العلاج الكيماوي في غزة، لا سيما مرضى السرطان. ولفت الى أن الوفد اطلع على نتائج دراسات بيولوجية أعدت لمعرفة آثار استخدام الاحتلال الإسرائيلي الأسلحة المحرمة دولياً التي تحتوي مواد سامة، مستنكراً صمت العالم ومؤسسات حقوق الإنسان تجاه جرائم الاحتلال التي ارتكبها في حق المدنيين أثناء العدوان الأخير على القطاع. من جانبه، قال رئيس ديوان وزارة الصحة الدكتور يوسف المدلل إن القطاع يعاني نقصاً شديداً في الأدوية طاول 190 صنفاً من الأصناف الأساسية البالغة 450، مشيراً الى نفاد نحو 156 منها. وأضاف المدلل أن القطاع الصحي يعاني من مشكلة الصيانة، وعدم توفر الكوادر الطبية والمتخصصة، إضافة إلى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي توقف عدداً من العمليات الجراحية في شكل مفاجىء. وسلّم المدلل الشهاوي تقارير موثقة عن آثار العدوان الإسرائيلي وجرائمه التي ارتكبها في غزة لتسليمها إلى الرئيس القذافي. وأشار الثواري إلى أن «عدداً كبيرا من موظفي المصارف الليبية تبرعوا براتب مستقطع لثلاثة أيام من أيام عملهم لصالح شعب غزة المحاصر». وبعد مشاهداته معاناة قطاع غزة وعد الثواري ببذل كل جهد ممكن لعمل توأمة بين المؤسسات الفلسطينية والليبية، وتقديم المساعدات من خلالها. وكان الوفد، الذي يضم 18 متضامناً، جال أول من أمس في عدد من المناطق في القطاع وتفقد عدداً من المشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها الحكومة المقالة في غزة، إضافة الى تفقد آثار العدوان الأخير على المنازل والمنشآت. وزار أعضاء القافلة عدداً من «المحررات» التي كانت يوماً مستوطنات يهودية، وشاهدوا الأعمال الزراعية فيها وأبدوا إعجابهم الشديد من التصميم على مواجهة الحصار الخانق على غزة بكل الوسائل والسبل المتاحة.