يواجه مسلسل «في حضرة الغياب» معارضة شديدة وجدية من كتاب وصحافيين ومحبين للشاعر الراحل محمود درويش، تجلى بعضها في كتابات هنا وهناك، أو على صفحات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» وسواها. وربما لم يواجه مسلسلاً قبل أن يعرض، مثل هذا الحجم من المواقف غير المؤيدة كما هي حال «في حضرة الغياب»، بسبب «الغنى والتفرد» اللذين تمثلهما شخصية درويش، ولكون الممثل الذي سيؤدي الدور (فراس ابراهيم) لم يقنع هذه الأطراف المعارضة، والتي لا تخفي انتقادها منذ الآن لعملية انتاج المسلسل برمته، لا بل ذهب بعضها الى حد القول «إن سقوطاً مدوياً ينتظر القائمين عليه». ويقول الممثل الفلسطيني تيسير ادريس (يؤدي في المسلسل دور والد الشاعر الراحل) ل «الحياة»، عن دوره والانتقادات التي واجهت المسلسل: «أؤدي دور البدايات، أي عندما كان محمود صغيراً في البروة قبل نزوح العائلة إلى جزين، ثم رجوعها إلى دير أسد». ولا يجد ادريس نفسه أمام امتحان عسير في عمل اشكالي، على رغم السنوات التي قضاها في عمله كممثل، ويقول: «أهم ما في دوري أنه يرصد طفولة محمود درويش، وبرأيي ان هذه المرحلة هي أهم ما في العمل، لأنها تطرح حكاية شعب من منظور هذا الطفل». ويضيف: «أعتقد أن المخرج اهتم كثيراً بأدق تفاصيل هذه المرحلة، لأنه يعتبرها من أهم مراحل حياة الشاعر، وهو عمل على الصورة في شكل مختلف». وعما اذا كانت اجابته تحمل تنصلاً من مراحل لاحقة في العمل مهددة بالفشل، يقول ادريس: «أنا كممثل لا أستطيع أن أقيّم ما سيحدث لاحقاً. ولكن ما أعرفه هو أن النص المكتوب مهم والمخرج مهم، ومن سيتصدى لدور محمود درويش، سيكون المدافع الأول عن فشل المسلسل أو نجاحه». وعن توقعات القائمين على العمل للنتيجة الدرامية المتوقعة في ظل معارضة أسرة الشاعر الراحل للنص المكتوب، يقول ادريس: «بالنسبة الى دوري أعتقد أنه سيرضي الناس ويرضي أسرة درويش، وتجسيد الرؤية الخطيرة لذاكرة الشعب الفلسطيني من خلال «الطفل» محمود درويش أعتقد أنها ستشكل نقلة نوعية في كيفية معالجة النزوح الفلسطيني، ثم بعد ذلك لا أستطيع أن أقدّر ما سيحدث». فهل تحمل اجابته عن النزوح الفلسطيني في طياتها سؤالاً حول ما إذا كنا أمام تغريبة فلسطينية جديدة، يقول الممثل الفلسطيني تيسير ادريس: «نحن سنكون أمام منمنمات فلسطينية جديدة، كي لا نتهم بالاحالة إلى مسلسل «التغريبة الفلسطينية». ويفسّر هذا المصطلح قائلاً: «يتعلق الامر بتسليط الضوء على كيفية تعامل الانسان الفلسطيني قبل الخروج الكبير، مع المحيط والطبيعة الساحرة التي ألفها هذا الانسان في شتاته وترحاله. وأعتقد أن الفلسطيني سيكون مختلفاً في هذا المسلسل». فهل حديثه عن «جماليات قبل النزوح» هو في شكل أو آخر لتزويق سيرة درويش الاشكالية؟ يقول ادريس: «هذه حقيقة لا يمكن تجاوزها. الجمال كان مسيطراً قبل خروج الفلسطينيين من بلادهم، والعلاقات الانسانية التي كانت تحكمهم تشهد على ذلك».