استطاعت النجمة ياسمين عبد العزيز أن تثبت جدارتها في السينما، وحققت نجاحات عدة عبر عدد من الأفلام التي اعتمدت على البطولة النسائية. لكنها طوال تلك الفترة غابت عن الدراما التلفزيونية، حتى دام الغياب أكثر من سبعة عشر عاماً، منذ آخر مسلسلاتها «امرأة من زمن الحب» بطولة سميرة أحمد و «الرقص على سلالم متحركة» بطولة سناء جميل ومحمود قابيل. وحين عادت الى الشاشة الصغيرة، اختارت العودة عبر مسلسل عُرض في رمضان بعنوان «هربانة منها» (تأليف خالد جلال وإخراج معتز التوني)، وشاركها بطولته الفنان مصطفى خاطر. أكدت ياسمين في حوار إلى «الحياة» أن تلك التجربة لن تكون الأخيرة لها في الدراما التلفزيونية، بل ستشارك عبر مسلسل جديد في رمضان المقبل، وهناك أكثر من مشروع معروض عليها مع عدد من شركات الإنتاج، لكنها لم تحسم قرارها بعد في أي منها، موضحة أن النجاح الذي حققه مسلسلها الأخير هو الذي دفعها الى تكرار التجربة في العام المقبل. وأبدت عبدالعزيز سعادتها بردود الأفعال التي وصلتها من الجمهور عن العمل، مشيرة إلى أنها استقبلت آراء إيجابية من كل الشرائح العمرية، وهذا ما كانت تسعى إليه، هي التي حرصت على تقديم عمل درامي يجتمع على مشاهدته كل الأسرة المصرية والعربية، كما تعودت في الأعمال الفنية التي قدمتها سابقاً، فابتعدت عن الألفاظ الخادشة للحياء، أو المشاهد الجريئة، ولمحت إلى أنها تفعل ذلك من أجل الحفاظ على جمهورها من الأطفال الذي اكتسبته طوال الأعوام الماضية. وردت ياسمين على المشككين في نجاح مسلسلها بأنها حققت المرتبة الأولى بين الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان هذا العام، علماً أنها لا تحسب النجاح بنسب المشاهدة، وهي ترى أنّ الشركات المسؤولة عن قياس النسب ليست موثوقة في نتائجها، لكنها تقيّم المسألة بأجر بطل العمل، مؤكدة أنها حصلت على أعلى أجر في الدراما الرمضانية هذا العام سواء من النجوم الرجال أو النساء، وهذا أقوى دليل على أنها «رقم واحد» في الدراما. وأشارت إلى أنها تهتم أيضاً بنسب المشاهدة، ولمحت إلى أنها حازت على مشاهدة تخطّت الواحد والعشرين مليوناً على موقع الفيديوات الشهير «اليوتيوب». وكشفت النجمة المصرية عن أسباب عودتها الى الدراما في تلك الفترة بالتحديد، قائلة: «بعدما أثبت نفسي في السينما، كنت أريد الدخول في تحدٍ جديد، إضافة إلى بحثي عن استهداف جمهور جديد، لأن جمهور السينما مختلف عن التلفزيون، وكان كثر طوال السنوات الماضية يطالبونني بتقديم مسلسل تلفزيوني، لكنني كنت مترددة في اتخاذ تلك الخطوة، حتى وجدتها مناسبة في الوقت الراهن، لاسيما مع اقتراب طريقة تصوير وإخراج الأعمال الدرامية من السينما. فكرت في تقديم مسلسل مختلف من دون أن أشعر طوال فترة تصويره بالملل، لأن المسلسل يأخذ وقتاً طويلاً في التصوير، قد يتجاوز ثلاثة أشهر، بخلاف الأفلام السينمائية التي لا تتجاوز الشهرين. لذا انجذبت إلى فكرة المسلسل ذي الحلقات المنفصلة المتصلة، الذي يتيح لي التغيير بين الشخصيات التي أقدمها، وكأنني أقدم أكثر من عمل فني في مسلسل واحد. ولكن لا يمكن أن أكرر تلك التجربة مرة أخرى، لأنني أرهقت كثيراً بسببها، وشعرت بتعب شديد لم يصادفني طوال مسيرتي الفنية. وذلك ليس بسبب تعدد الشخصيات فقط، وصعوبة التحضير لكل منها، أو نظراً للاختلاف بينها في الطبقات الاجتماعية والصفات الشخصية، وإنما أيضاً بسبب اختلاف أماكن التصوير وتعددها، لأن المسلسل لا يعتمد على ديكور واحد». وأضافت ياسمين: «كل الشخصيات التي قدمتها في المسلسل قريبة الى قلبي، لكنني أميل أكثر إلى الشخصية الشعبية. واستمتعت كذلك بتقديم شخصية «الفلاحة» التي جسدتها لأول مرة في حياتي. ومن الأشياء التي حرصت عليها في المسلسل، هي عرض مجموعة من القضايا المهمة والمشاكل التي تواجة المرأة في مجتمعاتنا العربية، ومنها قضية «العنوسة»، الى درجة أن كثيرين يعتبرونني أكره الرجل، وهذا غير حقيقي، لكنني منحازة إلى المرأة في شكل كبير». وحول مشاركة الفنان مصطفى خاطر في بطولة «هربانة منها» بدلاً من المطرب تامر حسني أوضحت أن الاتفاق من البداية كان مع المخرج معتز التوني ومصطفى خاطر، لكنهما كانا مشغولين بأعمال فنية أخرى ومنها «عم شكشك»، ولذلك تم الاتفاق مع المخرج محمد سامي وتامر حسني. ومن ثم تغيرت الظروف وتمّت العودة إلى الاتفاق الأول. وأوضحت أنها لا تنظر إلى الوراء، ولا تريد الحديث في أمور مضت. وأشارت إلى أن رمضان هذا العام تميز بالتنوع بين الأعمال الدرامية المعروضة، مع وجود عدد كبير من المسلسلات الكوميدية، لكنها لا تستطيع تقييم أي منها لأنها لم تستطع مشاهدة الأعمال، نظراً الى انشغالها حتى الأيام الأخيرة من رمضان بتصوير مسلسلها «هربانة منها». وأشارت إلى أن العرض الحصري هذا العام زاد في شكل كبير عن الأعوام الماضية، وهذا ما حدث مع مسلسلها أيضاً، معتبرة أن العرض على قناة واحدة فقط له إيجابيات أكثر من السلبيات. وأكدت ياسمين أنها تحضر حالياً لفيلم سينمائي جديد، لكنها رفضت الإعلان عن تفاصيله إلى أن تبدأ في تصويره، ونفت كل ما تردد حول تقديمها فيلم «الدادة دودي 2»، مشيرة إلى أنها كانت تفكر في هذا المشروع، لكنها تراجعت عنه بعدما اكتشفت صعوبة تنفيذه لأن الأطفال الذين ظهروا معها في الجزء الأول كبروا، ولم يعد ممكناً استبدالهم بأطفال آخرين لأنهم ترسخوا في أذهان الجمهور.