سجّلت أسعار الملابس الرجالية الداخلية في السعودية، ارتفاعات كبيرة خلال الأشهر الماضية، تجاوزت 30 في المئة، وسط توقعات بأن تواصل الصعود خلال العام الحالي بنسبة 25 في المئة، في الوقت الذي تستورد فيه المملكة نحو 90 ألف طن من الملابس الجاهزة سنوياً. وقال الرئيس التنفيذي لشركة محمد راشد الفوزان وشركاه راشد الفوزان: «70 في المئة من الملابس يتم استيرادها من السوق الصينية، التي تعاني من ارتفاع كلفة الأيدي العاملة وسعر العملة الصينية (اليوان)، إضافة إلى زيادة أسعار المواد الخام المصنعة للملابس، وكذلك ارتفاع حجم التضخم، وأسهمت تلك العوامل في ارتفاع أسعار تلك الملابس بنحو 30 في المئة، في الوقت الذي من المتوقع أن ترتفع العام الحالي بنحو 25 في المئة». وأضاف أنه على رغم الركود الاقتصادي العالمي، وانخفاض معدل الفائدة، إلا أن الأسعار ما زالت تسجل ارتفاعات من وقت الى آخر، مستبعداً أن تتراجع الأسعار التي تسجل ارتفاعات إلا في حدود ضيقة، مؤكداً أن الطلب على الملابس العام الماضي كان محدوداً مقارنة بالسنوات السابقة، ويرجع ذلك الى عدم وجود برد شديد، إذ تراجع الطلب على الملابس العام الماضي بنسبة تصل الى 24 في المئة، ومن المتوقع أن يتراجع الطلب هذا العام 10 في المئة إذا استمر الجو كما هو حالياً. وتوقع الا يتجاوز حجم مبيعات الملابس هذا العام نحو 1.5 بليون ريال، عقب ان سجل في العام الماضي نحو 2.3 بليون ريال، لافتاً الى ان حجم السوق يقدر بنحو 4 بلايين ريال. من جهته، قال نائب رئيس مجلس ادارة شركة عجلان وإخوانه نائب رئيس مجلس الاعمال السعودي - الصيني محمد بن عبدالعزيز العجلان، إن الطلب على الملابس يعتبر متوسطاً خلال العامين الماضيين مقارنة بالأعوام السابقة، باستثناء المواسم كالأعياد والمناسبات، ولاشك في أن تأخر موجة البرد وضعف حدته بالمدن السعودية هذه السنة مقارنة بالأعوام السابقة أسهما في زيادة ركود مبيعات أسواق الملابس، بعد الركود الذي لازمها في الفترة الأخيرة قبل موسم عيد الأضحى، ما قلل من الطلب على الملابس الشتوية، باعتبارها بضائع موسمية تنشط في مثل هذه الأوقات، وتشهد ركوداً في بقية العام. وأشار إلى أن أكثر أنواع الملابس طلباً هي الملابس القطنية التي تعتبر أحسن أنواع الملابس، والملابس الصينية من أكثر الأنواع المتداولة في السوق، وتتوافر بكميات كبيرة، وسعرها مناسب للكثير، إذ يفضلها المواطنون والمقيمون، وتستورد السعودية الملابس الجاهزة من الدول الأوروبية، إضافة إلى الاستيراد من دول شرق آسيا (تايوان والصين)، وعدد من الدول العربية، والمملكة المتحدة كانت مشهورة في خمسينات القرن الماضي بصناعة المنسوجات، ولكن الآن الصين متصدرة عالمياً في صناعات كثيرة وليس فقط في صناعة المنسوجات، وهي مصنع العالم في النسيج. وتابع: «وعلى رغم أننا نسمع بين فترة وأخرى من يقول إن الصناعة الصينية رديئة، إلا أن هذا الكلام خاطئ لأن المواصفات التي تطلبها بعض الشركات درجتها متدنية والمواصفات درجات، والصين الآن تصدر للولايات المتحدة الأميركية بمواصفات معينة تضاهي المنتجات التي تصنع في أميركا، وتصدر أيضاً للدول الأوروبية بمواصفات معينة، وفي بعض دول الشرق الأوسط والسعودية أيضاً هناك بعض الشركات تطلب مواصفات رديئة بأسعار رخيصة، حتى ترفع مستوى ربحيتها». ولفت العجلان إلى أن موسم فصل الشتاء يسهم في زيادة مبيعات الملابس عموماً، ولكن لن تكون هذه الزيادة العام الحالي بحجم مبيعات الأعوام السابقة، لانخفاض حدة برودة الطقس، ما أسهم في ضعف الحجم الإجمالي لمبيعات الملبوسات الشتوية في جميع أنحاء المملكة، مقدراً حجم مبيعات سوق الملابس الرجالية في السعودية بنحو 4 بلايين ريال في العام، وتستورد المملكة نحو 90 ألف طن من الملابس الجاهزة سنوياً، بقيمة تقدر بنحو 4.75 بليون ريال. وعزا زيادة أسعار الملابس إلى الارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الخام من قطن وغزول، والتي تدخل في تصنيع الملابس، إضافة إلى تكاليف الشحن والتأمين، والتي من الممكن أن يظهر تأثيرها خلال العام الحالي، ولكن تعتبر هذه الزيادة طفيفة مقارنة بالارتفاعات الحاصلة في قطاعات أخرى في السعودية. وأرجع العجلان عدم وجود مصانع منسوجات في السعودية الى أن هذه الصناعة تعتمد على وجود الخدمات المساندة، ومن أهمها وجود مزارع للقطن، إضافة إلى تحويل القطن إلى خيوط وصباغتها، ثم نسجها وتجهيزها وتعبئتها، وصناعة النسيج تعتمد على القطن بشكل أساس، وتوطين هذه الصناعة سيجعل المستثمر السعودي يستورد القطن والأنسجة والماكينات من الخارج، وبالتالي ارتفاع كلفة المنتج النهائي. غير أن أحد بائعي الملابس الرجالية والأطفال محمد القحطاني، اعتبر أن موسم الشتاء وتغير الطقس سيرفعان الطلب على الملابس الرجالية الداخلية في السعودية بنسبة كبيرة في حال زيادة برودة الجو، ومع قرب الإجازة الفصلية للمدارس التي تجعل الكثير من العائلات تتجه إلى التخييم خارج المدينة. وأشار إلى أن الطلب يتزايد على الملبوسات القطنية البيضاء الثقيلة، إذ يبلغ معدّل مبيعاته اليومية نحو 1500 ريال، وتصل خلال فصل الشتاء الى 10 آلاف ريال، خصوصاً الملبوسات الداخلية القطنية المصنعة من القطن المصري، التي تلقى طلباً كبيراً من السعوديين، إذ يصل سعر القطعة الداخلية منها إلى 14 ريالاً، مرتفعة من 8 ريالات قبل أسابيع، فيما ارتفعت اسعار السراويل الرجالية بمعدل كبير، وبلغ سعر القطعة أكثر من 20 ريالاً في مقابل 12 ريالاً. ولفت الى وجود عدد كبير من أصناف الملابس الداخلية الرجالية في السوق، وهناك أنواع قطنية ثقيلة تم طرحها أخيراً، وبأسعار تصل إلى أكثر من 100 ريال للبيجامة الكاملة.