نواكشوط - أ ف ب - أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، أول من أمس الخميس، خفض أسعار المواد الأساسية بمفعول فوري بنسبة 30 في المئة في 600 منفذ بيع في البلاد، بعد أن شهدت الأسعار ارتفاعاً حاداً. وقال الرئيس الموريتاني خلال زيارة لحي فقير في نواكشوط إن الحكومة قررت خفض أسعار المواد الأساسية كالسكر والرز والزيت والدقيق في متاجر محددة. وقال إن أسعار المواد عالمياً قد ارتفعت ما بين 30 و50 في المئة «وعلى رغم ذلك قررت الدولة الموريتانية تحمّل مسؤولياتها ودعم أسعار المواد الأساسية لمصلحة الأكثر فقراً لمنع تدهور مستوى معيشتهم». وكان ارتفاع أسعار المواد الأساسية وراء حركة احتجاجات دامية في الجزائر، وفي تونس أدت التظاهرات الشعبية التي بدأت بإضرام شاب النار في نفسه في منتصف كانون الأول (ديسمبر) إلى رحيل الرئيس زين العابدين بن علي. وقال الرئيس الموريتاني إن الحكومة حريصة على استفادة الأكثر فقراً من محال بيع المواد المدعومة. وانتقدت المعارضة الموريتانية الارتفاع الحاد في الأسعار، كما تظاهر طلبة ضد الغلاء. ونظمت تنسيقية المعارضة الديموقراطية مسيرة الأسبوع الماضي ولقاء ضم الآلاف في العاصمة. واتهم الزعيم المعارض أحمد ولد داداه النظام بالفساد والمحاباة والهدر. لكن نائب رئيس الحزب الحاكم محمد يحيى ولد حرمة اتهم المعارضة باستغلال مسألة الأسعار للمزايدة السياسية والدعاية المغرضة. واعتبر الرئيس محمد ولد عبدالعزيز أن الرجل الذي أضرم النار بنفسه الاثنين بالقرب من المقر الرئاسي في نواكشوط عبّر عن «استيائه» وهو ليس فقيراً وإنما رجل أعمال ومن طبقة ميسورة. وكان يعقوب ولد داود (43 سنة) أوقف سيارته أمام مجلس الشيوخ الذي يبعد بضعة أمتار عن المقر الرئاسي وأشعل النار بنفسه داخل السيارة الاثنين. ونقل الشاب يوم الخميس إلى المغرب بعد تدهور حالته. وأشار صحافيون ابلغهم داود قبل دقائق عزمه إضرام النار في نفسه، إلى أنه قام بذلك تعبيراً عن «استيائه من الوضع السياسي في البلاد وعن غضبه من النظام الحاكم» في نواكشوط. وقال الرئيس الموريتاني «الوضع لدينا مختلف عن البلدان الأخرى. لدينا معارضة حرة تنتقد وتقوم بعملها. معارضتنا تثير المواضيع كافة وليست لدينا محرمات». وشهدت تونس حالات انتحار عدة منذ 17 كانون الأول تاريخ إقدام محمد البوعزيزي (26 سنة) على إشعال النار في نفسه احتجاجاً على مصادرة بضاعته من الفاكهة والخضار بسبب عدم حيازته ترخيصاً، وهو ما كان الشرارة التي فجرت موجة احتجاجات لا سابق لها في تونس أسفرت في النهاية عن إطاحة الرئيس زين العابدين بن علي. ومنذ ذلك الحين، حصلت حالات انتحار عدة أدت إلى وفاتين وثماني إصابات في تونس وفي الجزائر ومصر وموريتانيا.