تعاني أحياء النسيم القديم، النسيم الجديد، الحمدانية، والرحيلي في محافظة جدة من الإهمال وتردي الخدمات. ليست هذه الأحياء فحسب، فهناك الكثير من المحافظات والمناطق في ربوع بلادنا ينطبق عليها الحال نفسه، خصوصاً تلك التي أنشئت حديثاً. وعلى رغم أن تلك المناطق أو الأحياء مأهولة بالسكان، إلا أن خدمات ضرورية لا يستغني عنها الإنسان ما زالت غائبة حتى الآن، مثل الخدمات الطبية والهاتف والبريد والنقل. تخيلوا أن تعيش أسر من دون هذه الضروريات. والمطلوب من الجهات المعنية إعطاء هذه الأحياء ما تستحق من اهتمام، والعمل على توفير المرافق العامة، خصوصاً الخدمات ذات العلاقة بحياة الإنسان وصحته مثل المستشفيات والمراكز الطبية، ولن يتأتى ذلك إلا بافتتاح مكاتب صحية ومكاتب للبريد وفروع للمصارف المحلية، مع تطوير البنية التحتية التي تشجع على تسهيل إنشاء تلك المرافق. كما أود أن ألفت إلى أهمية الدور الذي يجب أن تضطلع به الإدارة العامة للمرور، التي ننتظر منها وضع الترتيبات اللازمة لزرع إشارات مرورية في الطرقات، مع ضرورة التنسيق مع جهات حكومية أخرى لتقديم مثل تلك الخدمات، ومنها البلديات. ومن هذا المنطلق ننتظر من مجالس البلديات تفعيل دورها، وذلك بتوفير ما هو مطلوب من الجهات الحكومية وتحفيزها على القيام بأدوارها التي طال انتظارها في أحياء تتميز بكثافة سكانية عالية. كلنا نعلم بأن المسؤولين في الدولة وضعوا في مقدمة اهتمامهم خدمة أبناء الوطن والعمل على رفاهيته، ونسمعهم في كل تصريح أو مناسبة يؤكدون على ذلك، ويحثون الوزراء والمسؤولين على تنفيذ المشاريع وتسريع العمل فيها، وفي المقابل لا يريد هذا المواطن، خصوصاً ذوي الدخل المحدود، من هذه الجهات سوى تنفيذ تلك الأوامر، خصوصاً أنها لا تحتاج إلى تأكيد أو تصريح من المسؤولين فهي واجباتهم ومسؤولياتهم في نهاية الأمر، وأتمنى أن لا ينتظر سكان تلك الأحياء حديثة الإنشاء طويلاً.