القدس المحتلة، برلين - «الحياة»، ا ف ب - تشهد مساعي استئناف عملية السلام المتعثرة حركة ناشطة عبرت عنها الزيارة التي يقوم بها مبعوثان اميركيان لاسرائيل بالتزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو- ماري، في وقت حضت الحكومة الألمانية اللجنة الرباعية الدولية على توجيه «رسالة لا لبس فيها» بتأييد حلّ الدولتين خلال اجتماعها مطلع الشهر المقبل في ميونيخ. من جانبه، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان حكومته مستقرة، وان على الفلسطينيين ان يتفاوضوا معها وعدم انتظار حكومة اخرى. وبحسب بيان صادر عن مكتب نتانياهو، فإن زيارة المستشار الخاص للرئيس الاميركي دنيس روس ومساعد المبعوث الاميركي للشرق الاوسط ديفيد هيل لاسرائيل ستتناول «مسائل متعلقة بالحاجات الامنية لاسرائيل وقضايا الامن الاقليمي»، موضحاً ان المحادثات تهدف الى «الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي في إطار المفاوضات مع الفلسطينيين بهدف الحفاظ على هذا التفوق النسبي في أي اتفاق مستقبلي». من جانبها، شددت وزيرة الخارجية الفرنسية على ضرورة «الاتجاه نحو السلام لانه في مصلحة العالم وامن اسرائيل ... ويحدد مستقبل المنطقة»، داعية اميركا الى توسيع عدد الاطراف المشاركة في العملية السلمية لتشمل «الاتحاد الاوروبي ودول عربية معتدلة». والتقت الوزيرة عائلة الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت، وتعهدت السعي لتدخل الاتحاد الاوروبي في قضيته، فيما طالبها والده نوعام شاليت بأن تضغط على الاتحاد الاوروبي «لادانة اعتقال ابننا بوصفه جريمة حرب». ومن المقرر ان تلتقي الوزيرة الفرنسية رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اليوم، قبل ان تزور قطاع غزة، لتكون بذلك الوزيرة الفرنسية الاولى التي تزور القطاع منذ العام 2005. في هذه الاثناء، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن السفير الألماني لدى الأممالمتحدة بيتر فيتيغ ان حكومته تتوقع من اللجنة الرباعية «توجيه إشارة سياسية قوية» لدعم السلام. ورأى أن الدعم الفعلي من الدول العربية «أمر ضروري لتهيئة مناخ يفضي إلى إحراز تقدم». وأضاف: «نحن بحاجة إلى توجيه رسالة واضحة لا لبس فيها مفادها أننا نتمسك برؤيتنا المشتركة لدولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن». وهنأ السلطة على التقدم الذي أحرزته حتى الآن في بناء المؤسسات، وحضها على الاستمرار في برنامج بناء الدولة وتحقيق السلام المستدام استنادا إلى تسوية تفاوضية مع إسرائيل. وجدد معارضة حكومته الشديدة لسياسة الاستيطان المستمرة. في هذه الاجواء، قال نتانياهو للاذاعة الاسرائيلية ان «العالم اصبح يعرف ان لدينا حكومة مستقرة... هذا الامر سيجبر جيراننا الفلسطينيين على التفكير في طريق دفع عملية السلام من دون انتظار حكومة اخرى للحصول على شروط افضل». ورد عليه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات برد الكرة الى الملعب الاسرائيلي عندما خاطبه قائلا: «ننتظرك انت ان تختار السلام وليس الاستيطان لبدء المفاوضات وحتى تكون شريكا في عملية السلام».