رد معاون وزير الثقافة لشؤون السينما في إيران الدعوة التي وجهها مدير مهرجان برلين الى المخرج السينمائي جعفر بناهي للمشاركة في لجنة تحكيم الدورة المقبلة التي ستعقد في شباط (فبراير). وقال معاون الوزير «بسبب وضعه القانوني، من المستحيل على بناهي الانضمام إلى لجنة التحكيم»، مقترحاً على إدارة المهرجان دعوة مخرجين آخرين بارزين مثل كيارستمي، جوزاني، فرهادي، مجيدي أو حاتمي كيا، بدلاً من بناهي. وكان مدير مهرجان برلين قد طلب في رسالة سلمت إلى السفارة الإيرانية في برلين، السلطات في إيران بإجراء اللازم ليستطيع بناهي القدوم إلى هذا المهرجان والمشاركة في لجنة التحكيم. ويذكر أن حكماً بالسجن ست سنوات قد صدر بحق المخرجين جعفر بناهي ومحمد رسولوف في نهاية العام المنصرم، وترافق الحكم على بناهي مع منعه من مغادرة البلاد وتحقيق الأفلام وكتابة السيناريو وإجراء المقابلات سواء مع الإعلام المحلي أو العالمي خلال العشرين سنة المقبلة. واتهم صاحب «الدائرة» «بالمشاركة في تجمعات مناهضة للنظام والدعاية ضده». وأعلنت محاميته فور صدور الحكم أنهم سيتقدمون بطلب لنقضه. وتتابعت ردود الفعل المحلية والدولية المستنكرة إثر صدور الحكم. وعلى الصعيد الداخلي، التقى في طهران وفد من المخرجين والسينمائيين الإيرانيين، من بينهم رخشان بني اعتماد وكمال تبريزي ورضا مير كريمي ومدير هيئة دار السينما، بمدير لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية وطالب الوفد بالإفراج عن المخرجين والوصول إلى حل للقضية بالوسائل الودية. كما وجهت جمعية المخرجين الإيرانيين رسالة إلى رئيس السلطة القضائية للمطالبة بالإفراج عن بناهي ورسولوف، وذكروا في رسالتهم بأن إدانة بناهي ورسولوف تثير استغراب كل أعضاء الجمعية وهذا لما لهذين المخرجين من «ماضٍ لامع ومن مساهمة في الأمجاد التي لحقت بالثقافة والفن والسينما في إيران». وفي رد على طلب لدعم قضية بناهي رسولوف، قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي « في كل الأحوال يقوم موقفنا على الدعم والرحمة الإسلامية، لكن هذا لا يعني أننا نحمي المذنبين». وفي اجتماع عقد أخيراً في طهران لتقييم وضع السينما الإيرانية خلال السنوات الثلاثين من عمر الثورة، صرح شمقدري معاون وزير الثقافة بحسب جريدة «باني فيلم»، بأن بناهي «يتمتع بالحرية الآن (لدفعه الكفالة) وهو، بدلاً من أن يتصرف على نحو يساعد على تخفيف الحكم خلال مناقشة قضيته، ضاعف من زلاته» معتبراً أن قضية السينمائي المعروف» ليست من شأن الإدارة السينمائية».