حافظ منتخب الأردن على رصيده المثالي في نهائيات كأس آسيا، بعدما تأهل للمرة الثانية في تاريخ مشاركاته في البطولة للدور ربع النهائي، ليؤكد أنه دائماً يشارك في البطولات القارية من أجل المنافسة، جاء ذلك في تقرير فني أصدره الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، وذلك بعد النجاحات اللافتة التي حققها «النشامى». وجاء في التقرير: «تأهل المنتخب الأردني إلى الدور ربع النهائي في النسخة الحالية التي تقام في قطر جاء عقب تعادله مع اليابان في الجولة الأولى بهدف لمثله، ثم فوزه على السعودية بهدف من دون رد، قبل أن يتغلب على سورية بهدفين في مقابل هدف في الجولة الثالثة والأخيرة، وحصل الفريق على المركز الثاني في المجموعة الثانية بفارق الأهداف خلف اليابان برصيد سبع نقاط لكل منهما، في مقابل ثلاث نقاط لسورية ورصيد خالٍ للسعودية، ويتقابل الأردن في الدور ربع النهائي مع أوزبكستان متصدرة المجموعة الأولى مساء غدٍ على إستاد خليفة». رصيد مثالي اللافت للنظر في تاريخ مشاركات الأردن في بطولة كأس آسيا، أن هذا الظهور الثاني للفريق في البطولة، ولكنه على رغم ذلك نجح في المرتين في اجتياز الدور الأول، إذ كانت المرة الأولى عام 2004 في الصين عندما تأهل عن المجموعة الثانية أيضاً، ففي المشاركة السابقة استهل الفريق مشوار المنافسة بالتعادل السلبي مع كوريا الجنوبية، ثم تغلب على الكويت بهدفين نظيفين في مباراة خاض أجزاء طويلة منها بعشرة لاعبين، وتعادل في المباراة الثالثة مع الإمارات سلبياً، ليحصل على المركز الثاني برصيد خمس نقاط وبفارق نقطتين خلف كوريا الجنوبية، وفي ربع النهائي فرض الفريق نتيجة التعادل الإيجابي بهدف طوال الوقتين الأصلي والإضافي، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح، وكانت له الأسبقية بهدفين نظيفين قبل تغيير المرمى، إذ فقد اللاعبون تركيزهم وتحول الفوز إلى المنتخب الياباني الذي توّج لاحقاً بلقب البطولة. ومن خلال مطالعة رصيد الأردن في البطولة فقد خاض الفريق حتى الآن سبع مباريات، ولم يخسر نهائياً في أي مباراة خلال الوقت الأصلي، وهو ما يعتبر بحد ذاته إنجازاً غير مسبوق، وسجّل الأردن ثلاثة أهداف في مشاركته الأولى في مقابل هدف في مرماه، في حين سجل أربعة أهداف في المشاركة الحالية في مقابل هدفين في مرماه، ليكون المجموع سبعة أهداف للفريق وثلاثة أهداف في مرماه. انضباط فني ولعل المشاركات الأردنية في نهائيات كأس آسيا تميّزت للمرة الثانية على التوالي بوجود جهاز فني عربي مميّز على رأس الفريق، إذ قاد منتخب الأردن في المشاركة السابقة المدرب المصري محمود الجوهري، في حين يشرف عليه هذه المرة العراقي عدنان حمد صاحب الإنجازات التي لا تحصى في ظرف أقل من عشر سنوات، فحمد قاد منتخب العراق للشباب إلى لقب كأس آسيا، وقاد منتخب بلاده الأولمبي إلى قبل نهائي دورة الألعاب الأولمبية 2004، وقاد نادي الفيصلي الأردني إلى لقب كأس الاتحاد الآسيوي 2006، ونهائي دوري أبطال العرب في ذلك العام، ثم نهائي كأس الاتحاد الآسيوي 2007. ومع المنتخب الأردني، كانت بداية حمد صعبة للغاية، إذ تسلّم الفريق وهو على شفا هاوية الخروج من تصفيات كأس آسيا، ولكنه قاده للفوز على إيران ثم التعادل مع تايلاند وبعد ذلك الفوز على سنغافورة، ليحصل على بطاقة التأهل للنهائيات القارية، وفرض المدرب العراقي بصمته الواضحة على المنتخب الأردني، من خلال المعرفة الجيدة باللاعبين وقدراتهم، وتطبيق انضباط كبير في أوساط الفريق منذ البداية وحتى صافرة النهاية، ولا تغيب عن هذا الجانب أهمية التركيز الذهني للاعبين طوال المباراة، وهو ما ميّز لاعبي الأردن، وهو أمر شدد على أهميته عدد من المدربين في البطولة، إذ قال مدرب قطر برونو ميتسو: «منتخبا سورية والأردن ظهرا بصورة ممتازة في البطولة خلال الجولة الأولى، إذ نافس المنتخب الأردني نظيره الياباني بقوة، وكذلك نجحت سورية في التفوق على السعودية، وهذا يؤكد أن هذين الفريقين يدخلان البطولة بتركيز ذهني عالٍ، وبالتالي قدما انضباطاً تكتيكياً وأداء رجولياً في أولى مبارياتهما». وفي المقابل، قال مدرب اليابان البرتو زاكيروني: «لاحظت أن منتخبات غرب آسيا قوية للغاية، وفي الوقت ذاته فإنها تمتلك التركيز الذهني». وأشاد المراقبون الذين تابعوا مباريات الأردن في الدور الأول للبطولة بالانضباط الفني العالي للاعبين، وكذلك الحال المعنوية التي كانت تنعكس على الأداء من خلال الاندفاع على كل كرة والاستمرار على وتيرة واحدة حتى صافرة النهاية.