في إطار الجهود المبذولة التي تقودها حكومة نيجيريا لاستعادة سبل العيش ومكافحة المستويات الحرجة لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في المناطق المتضررة من عنف «بوكو حرام»، تقوم «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» (فاو) بتوزيع البذور والأسمدة على أكثر من مليون شخص في شمال شرقي نيجيريا دعماً لموسم الزراعة الذي يبدأ هذا الشهر. وتأتي هذه التوزيعات الطارئة بفضل مساهمة ألمانيا بأربعة ملايين يورو (4.5 مليون دولار) لتخفيف حدة انعدام الأمن الغذائي في ولايات آدماوة وبرنو ويوبي، وهي المساهمة المالية الأكبر التي حصلت عليها «فاو» لدعم عملها في نيجيريا. وستدعم هذه الموارد المالية عمل المنظمة على تعزيز الإنتاج الزراعي وحماية الثروة الحيوانية لدى الضعفاء المتضررين من العنف، ومن بينهم المهجرين واللاجئين والمجتمعات المضيفة. وتعليقاً على ذلك، قال ممثل «فاو» بالإنابة في نيجيريا نورو ماكي تال أن «الاستثمار في المساعدات الزراعية الآن يساعد في تأمين الغذاء للمستقبل، ويمكن أن يضمن حصول الناس على مصدر للطعام حتى عندما لا يتلقون المساعدات الإنسانية». وستقدم حملة المنظمة 2,000 طن من بذور الحبوب والبقول والخضار، و3500 طن من الأسمدة للمزارعين الضعفاء في 46 إدارة محلية، لتصل المساعدات إلى 1.1 مليون شخص. وقال رئيس الإدارة المحلية في ولاية يوبي، الحجي ماينا غانا أن «80 في المئة من سكان المنطقة من المزارعين، وهم يحتاجون الدعم لكي يعودوا إلى مزارعهم». ويؤمن برنامج الأغذية العالمي حصصاً غذائية للمستفيدين من صندوق أدوات منظمة «فاو» لحماية البذور من الاستهلاك المباشر. وهذا يضمن تلبية حاجات الجوع المباشر، وإتاحة فرصة حصاد المحصول في المستقبل. وتتعاون المنظمة في عملها مع الحكومة ومع منظمات غير حكومية دولية ووطنية. ويعاني حوالى 5.2 مليون شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في الولايات الثلاث، ويحتاجون إلى تلقي دعم فوري ومعزز. وبات التدخل الحاسم في موسم الزراعة الحالي ممكناً، بفضل حكومات بلجيكا وفرنسا وألمانيا والنروج والسويد وسويسرا والولاياتالمتحدة، إضافة إلى «المفوضية الأوروبية» (ECHO) و «صندوق الأممالمتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ» (CERF). وتطلب «فاو» 62 مليون دولار هذه السنة، في إطار خطة الاستجابة الإنسانية في نيجيريا واستراتيجيتها للاستجابة في شأن أزمة حوض بحيرة تشاد. وهناك حاجة ملحة للحصول على دعم إضافي من أجل الوصول إلى ملايين الأشخاص المحتاجين خلال الأشهر المقبلة، وذلك يشمل حماية الثروة الحيوانية وتعزيز سبل العيش وإعادة تأهيل البنية التحتية ودعم تنسيق حالة الأمن الغذائي وتحليلها.