أطلقت الهيئة الملكية للجبيل وينبع وثيقة توفر عشرات الآلاف من الوظائف للشباب السعوديين خلال الفترة المقبلة، ستبدأ بنحو 5 آلاف وظيفة تنطلق في الهيئة وشركات سابك، والمقاولين المتعاونين معها، مؤكدة أن هذه الاستراتيجية الكبيرة تستهدف سعودة نحو 70 إلى 80 في المئة من عمالة «سابك» ومقاوليها، بما يؤدي إلى توطين الوظائف في قطاع المقاولين . في الوقت الذي أكد فيه وزير العمل المهندس عادل فقيه أن هذه فرصة لمتابعة أشد وأدق للشركات التي تخالف أنظمة السعودة والتي تقوم بالتحايل عليها، متمنياً أن تعمم «الوثيقة» على جميع شركات القطاع الخاص. وأوضح رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود في مؤتمر صحافي أمس شاركه فيه وزير العمل المهندس عادل فقيه، ونائب رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الرئيس التنفيذي لشركة سابك محمد الماضي، أن المرحلة المقبلة ستكون مهمة لتوفير آلاف الوظائف للشباب السعوديين، مشيراً إلى أنه سيكون للمرأة دور فيها. وقال: «ندرس تفعيل دورها وفق الضوابط والأنظمة المعمول بها». وأبان أن الهيئة الملكية في الجبيل استطاعت توطين 16 مشروعاً في «الجبيل 2»، باستثمارات بلغت نحو 104 بلايين ريال خلال 2010، وأنه تم قطع شوط كبير في «الجبيل 2»، مؤكداً أن السعودية مهتمة بمدينة رأس الزور التي ستكون أكبر مدينة تعدينية في العالم، مضيفاً أن المشاريع متواصلة فيها لاستكمال ربطها بالبنية التحتية للمنطقة. وأضاف أن وثيقة التوظيف «المبادرات» تستهدف التوسّع في إتاحة الفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين عبر تحقيق رفع نسبة السعودة في عقود التشغيل والصيانة الخاصة في الهيئة الملكية، وهي ما يعرف بوثيقة سعودة وظائف مقاولي التشغيل والصيانة لدى الهيئة الملكية. ودعم برامج المقاولين لدى شركة سابك عبر إنشاء مشروع وطني تعاوني مشترك لتأهيل وتدريب وتوظيف الكوادر الوطنية في الوظائف الفنية المتاحة لدى المقاولين العاملين في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين. وأعلن رئيس الهيئة الملكية أن تلك المبادرات جاءت إنفاذاً لتوجيهات الحكومة الرامية إلى توفير فرص وظيفية لأبناء الوطن، وبيّن أن الهيئة تضع على رأس أولوياتها إعداد وتأهيل الكوادر البشرية القادرة على قيادة دفة الصناعة والاقتصاد في المدينتين، إذ برهن الشباب السعودي على جدارته ونجاحه في المهمات كافة التي أسندت إليه. وحول طبيعة تلك المبادرات قال: «إن هناك أكثر من مبادرة، فمبادرة الهيئة الملكية تستهدف رفع نسبة السعودة لدى مقاولي التشغيل والصيانة في مدينة الجبيل الصناعية، كما أنها تستهدف تغيير المفهوم السائد لدى الشباب السعودي، ومفاده أن العمل لدى مقاولي التشغيل والصيانة لا يؤمن مستقبلاً وظيفياً، وتشتمل بنود تلك المبادرة على تحديد نسبة سعودة الوظائف في العقود والالتزام بزيادتها بنسبة 5 في المئة سنوياً، كما أنها تحدد الوظائف المراد سعودتها في العقود بحسب خطة زمنية محددة، أما بالنسبة إلى الرواتب فيتم تحديدها في العقود بما يتناسب مع طبيعة العمل، إذ تم تقسيمها وفقاً لطبيعة الوظائف إلى سبع فئات، هي: وظائف الإدارة العليا، مديرو الإدارات، المشرفون، وظائف ذات مهارات متقدمة، وظائف ذات مهارات متوسطة، وظائف ذات مهارات بسيطة، وظائف من دون مهارات. وتتراوح الرواتب لكل هذه الوظائف وفقاً لطبيعتها بين 2000 ريال إلى 10 آلاف ريال. وسيتم إلزام المقاولين بتأهيل الموظفين السعوديين وتدريبهم وهم على رأس العمل، وكذلك إلزام المقاول بوضع خطة للسعودة في العقد بحيث تكون شرطاً أساسياً في عملية التأهيل وتقويم العروض، كما سيتم تطبيق غرامات مالية على المقاولين تتفاوت بقدر الالتزام بنسبة السعودة من عدمه. وفي ما يتعلق بمبادرة «سابك»، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة سابك أن تلك المبادرة تأتي امتداداً لجهود سابك المبذولة لزيادة نسب السعودة للموظفين غير المباشرين، ومن هذا المنطلق تبنّت «سابك» فكرة دعم برامج المقاولين للسعودة، وذلك بدعم إنشاء «المشروع التعاوني المشترك لسعودة وظائف المقاولين في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين» وهذا المشروع التعاوني سيكون بين كل من الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك وصندوق تنمية الموارد البشرية، وشركات المقاولين العاملين في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، ويستهدف المشروع الإسهام الفعال في الحد من البطالة عن طريق تدريب وتأهيل وتوظيف القوى العاملة الوطنية المؤهلة وإحلالها محل القوى العاملة الأجنبية، وتدريب وتأهيل ما مجموعه 1000 متدرب سنوياً من خريجي الثانوية العامة، مع عدم استثناء خريجي الدبلومات والجامعات، وكذلك الإسهام في إيجاد 1000 فرصة وظيفية سنوياً. وسيعيّن المتقدمون على بند «متدرب» بعقد تدرج مع المقاولين المتعاقدين مع «سابك»، ثم يمنح المتدربون فرصة للتدريب على رأس العمل في إحدى شركات سابك لمدة سنتين لاكتساب المهارة والخبرة اللازمة بعد اجتياز مدة التدريب، وسيتم منح الخريج المؤهل عقداً دائماً مع المقاول للعمل في إحدى شركات سابك إذا تم قبوله لديها بعد اجتياز مدة التدريب بنجاح، والبرنامج موجّه لطالبي العمل من خريجي الثانوية بشكل رئيسي، إذ يتم تدريبهم في المعاهد والكليات المعتمدة لمدة سنتين، ويشمل التدريب اللغة الإنكليزية والمهارات الفنية، ويتم اختيار التخصص للمتدرب بعد إجراء اختبارات الميول. من جانب آخر، قام وزير العمل صباح أمس بزيارة لمدينة الجبيل الصناعية، زار خلالها عدداً من المرافق والمنشآت، شملت مركز كبار الزوار في الهيئة الملكية، وكلية الجبيل الصناعية، ومجمع شركة كيان، وشركة حديد، كما قام بجولة ميدانية على المنطقتين السكنية والصناعية، ورافقه خلال الزيارة محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي الغفيص، والمدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) أحمد الزامل، ووكيل وزارة العمل للتخطيط والتطوير الدكتور مفرج الحقباني وعدد من المسؤولين في وزارة العمل.