ابيدجان، نيويورك - أ ف ب - التقى رئيس الوزراء الكيني وسيط الاتحاد الأفريقي في الأزمة السياسية في ساحل العاج رايلا اودينغا الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في ابيدجان التي يسودها التوتر حيث اضطرت بعثة الأممالمتحدة إلى إطلاق النار في الهواء في وسط المدينة لكي تتمكن من التحرك. وقال اودينغا اثر اجتماع استمر نحو ساعتين ونصف ساعة مع غباغبو في القصر الرئاسي: «أجرينا مشاورات مفيدة جداً مع الرئيس غباغبو. وتطرقنا إلى نقاط سبق أن تطرقنا إليها في المرة الأخيرة التي كنا فيها هنا، وأحرزنا تقدماً في المشاورات». ثم انتقل الموفد الأفريقي الى فندق «غولف» حيث مقر الحسن وترة الذي يعترف المجتمع الدولي بفوزه في الانتخابات الرئاسية في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأجرى الاثنان «محادثات مثمرة جداً»، كما قال اودينغا اثر انتهاء الاجتماع ليل الاثنين – الثلثاء. وكان اودينغا صرح بأنه يحمل «عرضاً جديداً للسلام» إلى غباغبو الذي يتعرض إلى ضغوط دولية للتنحي عن السلطة لمصلحة خصمه. وقال اودينغا قبل مغادرته نيجيريا: «مهمتي هي اختبار جديد لمعرفة إذا كنا قادرين على حل الأزمة سلماً». وتباحث الرئيس الكيني في ابوجا مع الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي يتولى حالياً رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (15 دولة) التي تدعو مثل الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي غباغبو إلى الرحيل. وبعد وصول اودينغا اضطرت قوة الأممالمتحدة في ساحل العاج إلى إطلاق النار في الهواء في وسط ابيدجان لتفريق الحشد قرب الفندق الذي ينزل فيه مبعوث الاتحاد الأفريقي في حي يسيطر عليه أنصار غباغبو. وقال شهود إن شباناً أحاطوا بسيارات الأممالمتحدة التي قال ناطق باسمها إن الحادث لا علاقة له بزيارة الوسيط الأفريقي. والعلاقات متوترة بين غباغبو وقوة الأممالمتحدة التي تتهم الميليشيات الموالية لغباغبو بالوقوف وراء مهاجمة دورياتها. جاء ذلك قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن على إرسال ألفي عنصر إضافي إلى ساحل العاج لتعزيز الضغط على الرئيس العاجي المنتهية ولايته. وكان غباغبو طلب مرات عدة رحيل قوات الأممالمتحدة. وجدد وترة الدعوة إلى إزاحة غباغبو بالقوة. وسبق للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أن هددت غباغبو باستعمال القوة ضده إذا أصر على عدم التنحي عن السلطة.