شددت المملكة العربية السعودية والعراق على مواصلة جهودهما في محاربة التنظيمات الإرهابية، خصوصاً «داعش»، وأكدا في بيان مشترك أمس، إدانتهما «كل الأعمال التي تمس أمن البلدين واستقرارهما والمنطقة، ودعوَا إلى «نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي». وغادر العبادي السعودية أمس إلى إيران، حيث التقى الرئيس حسن روحاني، وسينتقل بعدها إلى الكويت للبحث مع مسؤولين البلدين في مرحلة ما بعد «داعش». وأضاف البيان السعودي- العراقي: «حرصاً على الأخذ بكل ما من شأنه توطيد العلاقات المشتركة، اتفق البلدان على تأسيس مجلس تنسيقي بينهما للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الإستراتيجي المأمول، وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية، وتنشيط الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، ومتابعة تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقات ومذكرات تفاهم لتحقيق الأهداف المشتركة». وتابع البيان، كما أفادت «وكالة الأنباء السعودية»، أنه «تلبية لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز، قام رئيس مجلس وزراء العراق حيدر العبادي بزيارة رسمية للمملكة الإثنين 19 حزيران (يونيو) 2017». وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين والعبادي «عقدا جلسة محادثات حضرها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وعدد من كبار المسؤولين في البلدين تم خلالها تبادل وجهات النظر في آفاق وسبل تطوير العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون في المجالات كافة، خدمة للشعبين وللمصالح المشتركة القائمة بين البلدين، لا سيما في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما عقد ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، محادثات مع العبادي». وزاد أن «الجانبين نوها خلال جلستي المحادثات بما يربط البلدين والشعبين من روابط الدين والأخوة والجوار وأواصر القربى والمصير المشترك، وعبرا عن سعادتهما بما سجلته المملكة العربية السعودية والعراق من نقلة نوعية في العلاقات بينهما، وأكدا أهمية التبادل المنتظم للزيارات بين المسؤولين في البلدين، وكذلك رجال الأعمال بهدف استكشاف الفرص المتاحة لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية وتطويرها إلى آفاق تعود بالخير والمنفعة لكلا البلدين». وأكد الجانبان أنه «في إطار الروح البناءة التي سادت المحادثات، تمت مناقشة الأوضاع الراهنة والتحديات السياسية والأمنية التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية، وتم الاتفاق على تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات، وفي مقدمها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب في أشكاله وصوره كافة، وأهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويله، والتزام الاتفاقات والتعهدات التي تلزم الدول بهذا الخصوص». وعبر البلدان عن «تصميمهما على مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية، خصوصاً تنظيم داعش الإرهابي الذي طاولت أعماله الإجرامية الآمنين في البلدين، مؤكدَين إدانتهما الأعمال كافة التي تمس أمن البلدين واستقرارهما والمنطقة، وضرورة نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي، وحرص البلدين على تعزيز علاقاتهما الأخوية لتحقيق مصالحهما المشتركة ولكل ما فيه الخير للشعبين، وأهمية تعزيز السلم والأمن في المنطقة». إلى ذلك، وصل العبادي أمس إلى طهران، في إطار جولته الحالية، والتقى الرئيس حسن روحاني، وطالب بمساعدة بغداد في مرحلة ما بعد «داعش»، إذ تشير المعلومات إلى إعلان تحرير الموصل، ذخر معاقل التنظيم، خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، إن زيارة العبادي طهران «لم يخطط لها مسبقاً وتأتي وفق متطلبات المرحلة»، مشيراً إلى أن «العراق يقف على أعتاب مرحلة تحوّل في مكافحته الإرهاب والتطرف، وقد بدأ العد العكسي لزوال الإرهاب من هذا البلد، ما يدعو إلى ضرورة التعاون بين دول الجوار».