قال مسؤولون في ميناء قطر البحري: «إن قطع طرق النقل مع السعودية والإمارات والبحرين لا يزال يؤثر في بعض الخدمات». وصرح مسؤول بأن السفن المقبلة من ميناء شنغهاي في الصين والتي تمر عادة عبر ميناء جبل علي اضطرت لتغيير مسارها مروراً بالعراق ما يطيل أمد الرحلة التي تستغرق 20 يوماً سبعة أيام أخرى. ولم تستأنف خدمات الشحن علي جميع الخطوط. وعلقت كوسكو للشحن الصينية وإيفرجرين التايوانية وأو.أو.سي.ال التي مقرها هونغ كونغ خدمات الحاويات من قطر وإليها. ومن المتوقع أن يقود إغلاق الحدود البرية إلى ضغوط على قطر إذا أرادت ضمان استمرار الإمدادات وتقول مصادر تجارية إن واردات السكر لا تزال مجمدة لأن السعودية والإمارات هما الموردان الرئيسيان له. ويمكن لمرفأ الشحن العام في ميناء حمد مناولة 1.7 مليون طن من السلع سنوياً بحسب وزارة النقل في قطر لكنه ليس ميناء للشحنات الضخمة. وامتنع المسؤولون عن ذكر طاقة التشغيل في ميناء حمد مقارنة بها قبل الأزمة وما إذا كان يسعه التعامل مع زيادة الطلب. ولم تفصح الشركة القطرية لإدارة الموانئ (مواني) عن بيانات الواردات في حزيران (يونيو) لكنها أبدت أملها بأن تساعد خدمات جديدة في سد النقص. وتشير كل الدلائل إلى تجاوز ميناء قطر البحري الرئيس العاصفة إذ يتابع العمال معتمرو الخوذ الواقية رافعة عملاقة تنقل مئات الحاويات من سفينة شحن لوضعها على شاحنات تقف منتظرة على البر. وكانت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين قطعت العلاقات الديبلوماسية والتجارية وطرق النقل مع قطر التي تعتمد على الواردات قبل أسبوعين. وفي البداية أدى الخلاف إلى توقف جزء كبير من حركة الشحن لميناء حمد وأثار المخاوف من نقض الغذاء والسلع الضرورية الأخرى. ويقول المسؤولون بعد تدشين طرق شحن مباشرة جديدة لمواجهة الأزمة إنهم تجاوزوا المرحلة الأسوأ بل إن ما حدث قد يساعد قطر الغنية بالغاز في توقيع اتفاقات نقل جديدة لا تعتمد على دول الخليج. وقال مسؤول في الميناء أثناء تفريغ حمولة: «ندرس توقيع اتفاقات مع شركات الشحن يمكن أن تحسن الخدمات المباشرة بدلاً من المرور عبر جبل علي» في دبي. ويوم الجمعة كان موعد وصول أول سفينة تقوم بالرحلة الأسبوعية المباشرة الجديدة بين ميناء موندار في الهند والميناء القطري. وأُعلن أيضاً عن خط آخر لميناء نهافا شيفا في الهند الأسبوع الماضي إضافة إلى تدشين رحلتين جديدتين من سلطنة عمان، التي تبنت موقفاً محايداً من الأزمة، في الأسبوع الماضي أيضاً. وأعلنت ميرسك الدنمركية، أكبر شركة حاويات في العالم، أنها ستقبل الحجوزات الجديدة لشحن الحاويات إلى قطر انطلاقاً من عمان. ويمكن رؤية العديد من حاويات ميرسك بين صفوف الشحنات في ميناء حمد. وقال عمر الخياط مدير العمليات إنه يجري بحث اتفاق جديد مع ميرسك. وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في مواني حمد الأنصاري إن العلاقات مع تركيا وإيران - اللتين نقلتا سلعاً للدوحة جواً منذ المقاطعة - قد تتوسع وإن سفناً تركية في طريقها لقطر بالفعل. وأضاف أن قطر ستقيم علاقات مع أي جهة يمكنها جلب شحنات. وفي الوقت الحالي يواجه موظفو الميناء عملاً مضنياً إذ تجري إعادة الحاويات الفارغة إلى إحدى السفن بينما تصل أخرى محملة بالماشية الحية قادمة من استراليا. وقال مراقب كيني: «في الأيام الخمسة الأولى من الأزمة كانت الشحنات أقل لكنها عادت لمعدلها الطبيعي الآن. رأيت الجدول الزمني ويبدو مزدحماً». وتتضمن الواردات التي يستقبلها ميناء حمد كميات كبيرة من المواد الغذائية ومواد البناء لتشييد مشاريع من بينها ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وخط مترو وطرق سريعة في الدوحة. وأججت المقاطعة مخاوف من تأخر المشاريع إذا تأثرت واردات مواد البناء القادمة من الشرق الأقصى وجنوب آسيا. لكن في ساحة التخزين في مسيعيد القريبة يقول المسؤولون إن ثمة نحو عشرة ملايين طن من صخور الجابرو المخصصة لأعمال البناء. وقال مسؤول الميناء: «العمل يجري كالمعتاد».