القصة الأولى تقول في يوم من الأيام كانت فتاة تجري خلف رجل، فالتفت لها وسألها عن السبب، قالت الفتاة: لقد رأيت فيك جمالاً وروعة، ورجولة جذابة، وعقلاً متزناً، وثقلاً طبيعياً، وذكاء فذاً، لقد أحببتك، فابتسم وقال لها: انظري خلفك صديقي موجود، انه أفضل مني في كل شي، فالتفتت ولم تجد أحداً فسألته: أين هو؟ لا يوجد أحد؟ فابتسم وقال: لو كنت أحببتني لما التفتي تبحثين عن غيري. في القصة الثانية رأى شاب فتاة جميلة، فلحق بها فقالت له: لماذا تلاحقني؟ قال: لقد أعجبت بجمالك وأحببتك من أول نظرة قالت: انظر خلفك صديقتي أجمل وأفضل مني! قال: تحسبينني «الكمخة» الذي في القصة الأولى! سؤال الحب أزلي، ورغم أني أشم رائحة تحامل على المرأة تؤكد أن مؤلف القصتين، أو القصة من جزأين أعلاه رجل، لكنها تشرع للسؤال: لو كان صديقه أفضل أو أجمل أو أكمل، هل بالفعل ستتركه ذاهبة إليه؟ هل هي مواصفات قياسية لو وجدت أو وجد ما هو أفضل منها سيقع الإنسان في الحب؟ ما هي الحدود الفاصلة بين الإعجاب، والحب، هل صحيح أن كل حب إعجاب، ولكن ليس كل إعجاب حب، أو يفضي إلى الحب. هناك من يقول: «تصدقي: ما اخترت انأ أحبك، ما حد يحب اللي يبي»، وهناك من يقول: «لو كنت أقدر أحب ثاني، أحبك أنت»، وما بينهما تتيه أفكار المقبلين على الارتباط العاطفي ومن ثم الارتباط بعرى الزوجية المقدسة. ما تظهره الأبحاث العلمية يتحدث عن إفرازات هرمونية وتفاعلات كيميائية في الجسم، أو ما يمكن تسميته بالبلدي «تخدير» الحب، وأهل الغرام منذ آلاف السنين، يتحدثون عن عشق ووله وتتيم وكلف وتلف والى آخر ما تعرف قواميسكم أو قواميس كتاب الرسائل الغرامية لأنفسهم أو للغير عبر الورق قديماً، والانترنت والجوال حديثاً. الرجال يحبون كثيراً وغالباً، ويقال إن حباً وحيداً يبقى «يقرقع» في قلوبهم مهما كثرت المغامرات والنزوات، وهذا – من وجهة نظر القائلين – ما يجعل النساء تغفر للرجال، أكثر مما يفعل الرجال مع النساء. النساء يحبون كثيراً ونادراً، ويقال انه لا يبقى في قلوبهن إلا حب رجل واحد، والفارق انه حتى لو لم يأت هذا الحب، تظل المرأة تعيشه خيالاً، أو حلماً، وربما يفسر هذا سبب «انسباه» بعضهن في مقاعد العمل والدراسة. وأخيراً يقول المنسمين: «ان العملية لا تعدو كونها برمجة آنية سريعة لاحتياجات جسدية ومادية ومعنوية وربما معيشية تنطلق في «نافوخ» العاشق أو العاشقة، فيعتقد انه وقع في الحب، والله أعلم. [email protected]