لا يزال المثقفون لم يفيقوا بعد من صدمة رحيل صاحب «التضاريس». الشاعر مسفر الغامدي، يقول: «يا ميما وحاء وميما ودال هكذا قطّعتَ اسمك ذات قصيدة هكذا أحلته إلى أحرفه الأولى، لتقول إنك خزاف لغة، لا مجرد شاعر يرصف الكلمات لتقول إن الحرف (حتى الحرف) بجوار الحرف، هو طريقك إلى الشعر، لذلك كانت لغتك كان شعرك استثناء فريداً في القصيدة العربية الحديثة. يا ميما وحاء وميما ودال، هكذا لتقول إنك تشظيت كثيراً، أنك الواحد المتعدد، في زمن لا يعترف إلا بالكتل الإعلامية البلهاء، التي تعرف كيف تلمع ذواتها، حتى لو كان ذلك من خلال حضور مراسم دفنك، وتشييعك إلى مثواك الأخير، وتشييع الآخرين إلى قبور الخيانة وقلة الوفاء. سيقتطفون ثمرة موتك، كما اقتطفوا ثمرة مرضك سيلوكونها بأفواههم الجائعة دوماً إلى المنابر، والمتهافتة على استثمار الولائم الإعلامية، وستغفر لهم ولنا لأنك منذور للشعر والحياة». مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي «هكذا مضى شراعك يا محمد، بما لا تشتهي ريحك وريحنا». ويمضي قائلاً مخاطباً الشاعر الراحل: «رحلت قبل الأوان غادرتَ قبل أن تتم عملية تطهير اللغة من شوائبها ونتوءاتها وزوائدها الضارة، مضى شراعك قبل أن ترى الوطن الذي «يدير الرؤوس» ماثلاً أمامك، وعزاؤنا أننا رأيناه في شعرك، وسنحيا فيه على الدوام سنتقاسم فيه رغيف الحرية والكلمات، وسنصادق فيه «الشوارعْ/ والرمل والمزارعْ/ نصادق النخيل والمدينةْ/ والبحر والسفينةْ/ والشاطئ الجميل والبلابلْ/ والمنزل المقابلْ/ والعزف والهديل والحجارةْ/ والساحة المنارةْ/ والموسم الطويل!». في ما يقول الروائي عبدالرحمن العكيمي: «ستموت النسور التي وشمت دمك الطفل يوماً، وأنت الذي في عروق الثرى نخلة لا تموت. ليس ثمة شك أن رحيل شاعرنا الكبير محمد الثبيتي خسارة فادحة للإبداع، ليس في المملكة بل في الوطن العربي، فهو صاحب تجربة شعرية حافلة امتدت لأكثر من 30 عاماً. إن كل من سيؤرخ أو يكتب عن التجارب الشعرية في المملكة لا بد له أن يتناول أهم تجربة شعرية إبداعية، تجربة الثبيتي على مستوى الشكل والمضمون، وعلى مستوى اللغة والرؤية والتجاوز الخلاق».