استقطب الموقع الاجتماعي الشهير فايسبوك الذي انطلق قبل أربعة أعوام فقط مليوني مغربي. رقم يستحق أن يختار أصحابه «مس ومستر فايسبوك المغرب 2010». وهو ما تم بالفعل، إذ اختير عشرة أشخاص ليحملوا هذا اللقب للمرة الأولى في المغرب على الانترنت. وكانت فكرة المبادرة انطلقت من «جمعية الفايسبوكيين المغاربة» الأولى من نوعها أيضاً على الشبكة، وذلك بدافع تكوين شبكة يميزها روح الفريق، لأن المغاربة، بحسب الجمعية نفسها يتحركون في شكل فردي. فكرة مسابقة أفضل الفايسبوكيين ليست مغربية، ولا جديدة بكل تأكيد في عالم الموقع الاشهر، ولكنها غير مسبوقة في العالم العربي. المتوجون «مس ومستر فايسبوك المغاربة» العشرة لم يرشحوا أنفسهم لخوض مسابقة انتخاب الأفضل. اذ يبدو أن الفكرة لم تلفت انتباه المليوني منخرط في فايسبوك. تقدم عدد قليل، ورأت الجمعية أن تختار بنفسها المرشحين، معللة الأمر بأن المغاربة غير متعودين بعد على انتخابات افتراضية من هذا النوع. اعتمدت اللجنة معيار الروح الوطنية التي يتمتع بها فايسبوكيون كانت لمنشوراتهم وأفكارهم ومبادراتهم ونضالهم قيمة مضافة بالنسبة الى تعزيز الانتماء للوطن والدفاع عن وحدته وقضاياه. ثم وسعت الدائرة إلى نوعية أخرى من مستخدمي فايسبوك، مثل «مواطن الجالية المغربية في الخارج» و«أفضل مجموعة مغربية» و«أصدقاء المغرب»، فضلا عن تخصيص لقب «مس ومستر فايسبوك الشباب» (Miss & Mister Young Facebookers) لفايسبوكيين يقل عمرهم عن ثلاثين عاماً. وتعتزم الجمعية تسليم الفائزين جوائز رمزية وشهادات تقديرية على جهودهم وحضورهم الفاعل على الموقع الالكتروني في احتفال سيقام قريباً في أحد فنادق الرباط، وسيتم استثمار الفرصة للإعلان عن «عيد مغربي لفايسبوك» يقام سنوياً لجمع المنتسبين للموقع الافتراضي في عالم الواقع، للتعارف والتقارب، وتحسين نجاعة استخدام الموقع الاجتماعي العالمي لغايات إنسانية ذات نفع مباشر في الحياة الواقعية. وهذه أهم أهداف الجمعية. ومن النقاش الدائر حول المسابقة تبرز انتقادات قوية تطعن في معايير الاختيار، وشرعية تنصيب الجمعية نفسها حكماً على أداء الفايسبوكيين المغاربة واختيار أفضلهم، وتعتبر أن مجموعة من المرشحين وبعض المتوجين في المسابقة مقحمون من دون وجه حق على رغم أدائهم الضعيف وحضورهم الباهت على فايسبوك، «مستفيدين من علاقات شخصية بأعضاء الجمعية ومصالح مشتركة تصب في الدعاية لهم ولنشاطهم المهني في الواقع». وأثرت هذه الانتقادات على بعض المعنيين مباشرة بالمسابقة إذ طلب أحد المتوجين، حميد نهلي، وهو أستاذ جامعي خمسيني، لم يتقدم للترشيح، أن يحصل على تفسير لما يجري، وانزعج من كونه ظن بأن الانتخابات أُجريت في شكل ديموقراطي. وطعن حسن بنحمو، أحد المرشحين للقب (غير متوج) في صدقية مجموعة من الفائزين، وبدا من تعليقه أنه يعتبر نفسه مستحقاً التتويج، نظراً الى تكريسه نشاطه الفايسبوكي في خدمة قضايا الوطن، وسجل امتعاضه الحاد بالقول إن اللجنة وضعته في ذيل لائحة المرشحين فقط لتفادي الحرج. وأثارت هذه الانتقادات ردود فعل أنصار المبادرة، ودافعت متوجة عن أحقيتها في الفوز بلقب «مس فايسبوك المغرب 2010»، ودعت المنتقدين إلى زيارة صفحتها والاطلاع على مبادراتها الوطنية، لا سيما إطلاقها عريضة للدفاع عن وحدة المغرب وإدانة الطامعين في سيادته الترابية «معرضة حياتها للخطر» في سياق أحداث مدينة العيون في منطقة الصحراء الجنوبية قبل شهرين، بسبب تورط انفصاليين في الأحداث. وأشهرت المتوجة، وهي صاحبة مقاولة تجارية، التحدي في وجه المنتقدين، وطالبتهم بإثبات ما يدعونه، والعثور على أي إعلان تجاري لخدمات مقاولتها على الصفحة التي «خصصتها للدفاع عن الوطن». ورأت أن الذين يحاربون المبادرة لا ينظرون بإيجابية إلى الحياة، وأنهم» يصبون مرارتهم الشخصية وعداءهم المجاني على الذين يعملون ويأتون بأفكار جديدة». وأظهر سمير بناني، وهو فايسبوكي غير معني لا بلائحة المرشحين ولا بالمتوجين، روحاً رياضية واضحة، وهنأ الفائزين، وقال إنه نشيط جداً على فايسبوك في مجال الدفاع عن المغرب، ولكنه لن يتخذ موقفاً سلبياً من المسابقة لأن لجنة الجمعية أغفلته، «بل على العكس، علينا أن نهنئهم على فكرتهم ومبادرتهم». وبصيغة متروية ومستقبلية، سجل أن التجربة الأولى لا بد من أن تكون مشوبة بالأخطاء والعثرات، وأن الدورات المقبلة لمسابقة «مس ومستر فايسبوك المغرب» ستتطور وتكون أفضل.