الكويت - ا ف ب - يسير البريطاني جنسون باتون، سائق فريق «براون جي بي - مرسيدس»، بقوة نحو انتزاع لقب بطل العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد لعام 2009، بعد ان فرض حضوره على اعلى نقطة من منصة التتويج في خمس من اصل ست جولات شهدتها السلسلة حتى الساعة. وعلى رغم التحسن الملحوظ الذي اصابته حظيرة فيراري الايطالية في سباق جائزة موناكو الكبرى، الجولة السادسة من البطولة، وترجمه احتلال سائقيها الفنلندي كيمي رايكونن والبرازيلي فيليبي ماسا المركزين الثالث والرابع على التوالي، الا ان هذا الواقع الجديد يبقى بعيداً عن امكان تهديد زعامة باتون التي تعززت في موناكو بالتحديد حيث توج بطلاً للسباق رافعاً رصيده على رأس سلم ترتيب بطولة العالم للسائقين الى 51 نقطة، متقدماً على زميله في الفريق نفسه، البرازيلي المخضرم روبنز باريكيللو صاحب 35 نقطة، والالماني الصاعد سيباستيان فيتيل، سائق ريد بول - رينو، الذي يشغل المركز الثالث وفي جعبته 23 نقطة. السطوة الحالية لباتون على مقدرات السلسلة ليست سابقة في تاريخ بطولة العالم التي أبصرت النور عام 1950، اذ شهدت الاخيرة، وفي اكثر من مناسبة، تغريد سائق بذاته خارح السرب بصورة مطلقة او شبه مطلقة، ونجاحه في ربط اسمه بامتياز بنسخة معينة من البطولة. عام 1952، تضمنت السلسلة ثمانية سباقات نجح الايطالي بييرو تاروفي (فيراري) في الفوز بأولها، والاميركي تروي روتمان (كوزما - اوفنهاوزر) بثانيها، قبل ان يطل الايطالي البرتو اسكاري (فيراري) برأسه بقوة وينتزع المركز الاول في الجولات الست التالية، منتزعاً لقب بطل العالم وصابغاً تلك النسخة بلونه الخاص. وأعاد اسكاري الكرة في السنة التالية عندما توج بطلاً للمرة الثانية على التوالي بفضل الانتصارات الخمسة التي خطها في تسعة سباقات. عام 1954، اشتملت البطولة على تسع مراحل، وتمكن الارجنتيني خوان مانويل فانغيو خلف مقود سيارة مرسيدس من ولوج اعلى نقطة من منصة التتويج ست مرات منتزعاً اللقب العالمي عن جدارة واستحقاق. سبع جولات عاشتها نسخة 1955، واستكمل فيها فانغيو هيمنته مع مرسيدس من خلال البصم على اربعة انتصارات في سبعة سباقات واحتفظ على اثرها باللقب. البريطاني غيم كلارك، سائق لوتس كلايمكس، حقق رقماً رائعاً عام 1963 تمثل في احرازه المركز الاول في سبع جولات من اصل عشر تشكلت منها البطولة. واستحق كلارك بالطبع لقب بطل العالم من دون منازع. كلارك نفسه عاد عام 1965 لتسجيل ستة انتصارات في عشرة سباقات وتوج بطلاً. عام 1969، شملت السلسلة 11 جولة نجح البريطاني جاكي ستيوارت، سائق ماترا - فورد، في اعتلاء اعلى نقطة من منصة التتويج في ست منها اهلته بالتالي لانتزاع «الصولجان» العالمي في نهاية المطاف. وبعد سنتين وتحديداً عام 1971، اعاد ستيوارت الكرة مسجلاً ستة انتصارات في 11 سباقاً وتوج بطلاً، ولكن هذه المرة خلف مقود سيارة تيريل - فورد. السائق الفرنسي الان بروست، سائق ماكلارين - تاغ، حقق رقماً لافتاً عام 1984 تمثل بفوزه في سبع جولات من اصل 16 تشكلت منها البطولة غير ان اللقب العالمي انتهى في احضان النمسوي نيكي لاودا المتوج في خمسة سباقات فقط. ويعود السبب في ذلك الى نجاح لاودا في جمع نقاط اكثر من بروست نتيجة ثباته في احتلال مراكز متقدمة طوال الموسم في مقابل عدم ثبات نتائج السائق الفرنسي. نسخة 1987 شهدت المفارقة نفسها، فعلى رغم نجاح البريطاني نايجل مانسل، سائق وليامس - هوندا، في حسم ستة سباقات من اصل 16 له، غير انه فشل في انتزاع اللقب الذي كان من نصيب زميله في الفريق عينه، البرازيلي نيلسون بيكيت، على رغم اكتفاء الاخير بتحقيق الفوز في ثلاث مناسبات فقط. 16 جولة اشتملت عليها نسخة 1988 وشهدت سابقة فريدة تمثلت في فوز ثلاثة سائقين فقط بسباقاتها. البرازيلي ايرتون سينا، سائق ماكلارين - هوندا، صعد الى اعلى نقطة من منصة التتويج 8 مرات، في مقابل سبع لزميله في الفريق نفسه، بروست، فيما اكتفى النمسوي غيرهارد بيرغر (فيراري) بانتصار يتيم. وفي نهاية المطاف، توج سينا بطلاً بفضل حصده 90 نقطة متقدماً على بروست بثلاث نقاط فقط. عام 1992، حقق مانسل، سائق وليامس - رينو، رقماً قياسياً رائعاً تمثل بفوزه في تسعة سباقات من اصل 16 وتوج باللقب. وبعد سنتين، حقق الالماني ميكايل شوماخر، سائق بينيتون - فورد، باكورة ألقابه العالمية بعد غنمه 8 جولات من اصل 16 تشكلت منها بطولة العالم. وحسن «شومي» رقمه في العام التالي (1995) خلف مقود سيارة بينيتون - رينو، عندما احرز المركز الاول تسع مرات في 17 جولة، معادلاً رقم مانسل (1992) واحتفظ باللقب العالمي. البريطاني دايمون هيل (وليامس - رينو) احرز لقب نسخة 1996 بعد نجاحه في اعتلاء اعلى نقطة من منصة التتويج في 8 مناسبات من اصل 16. الرقم نفسه حققه الفنلندي ميكا هاكينن (ماكلارين - مرسيدس) الفائز في ثمانية سباقات من اصل 16 عام 1998 الذي شهد تتويجه بطلاً لفئة السائقين. واشتملت بطولة 2000 على 17 جولة فاز منها شوماخر، سائق فيراري، في تسع منها، وهو ما أهّله لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز في موسم واحد (يتقاسمه مع مانسل) وانتزاع لقب السائقين، قبل ان يحتفظ ب«تاجه» في السنة التالية محققاً 9 انتصارات ايضاً في 17 جولة. وحطم «البارون الاحمر» نفسه الرقم القياسي في عدد الانتصارات في موسم واحد، وذلك عام 2002 باعتلائه النقطة الاعلى من منصة التتويج 11 مرة في 17 سباقاً وتوج باللقب. وعاد شوماخر عام 2004 ليهيمن بشكل مطلق على مقدرات البطولة ويحطم الرقم نفسه مسجلاً 13 انتصاراً في 18 سباقاً، ورافعاً رصيده من الالقاب العالمية الى 7 (رقم قياسي). فهل يفتح موسم 2009 المجال امام باتون (29 عاماً) ليس فقط لانتزاع اللقب العالمي بل لتحطيم رقم شوماخر في عدد الانتصارات في موسم واحد؟