تعد منطقة قباء بالمدينةالمنورة التي تضم مسجد قباء من أهم المناطق التاريخية والأثرية التي ارتبطت بالهجرة والسيرة النبوية، فمنذ قدوم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم إلى المدينة في هجرته نزل في دار كلثوم بن الهدم رضي الله عنه، وبنى فيها أول مسجد أسس على التقوى، أول مسجد بني في الإسلام، وأول مسجد بني في المدينة النبوية، إذ كان المسجد الحرام أول بيت وضع للناس، ومسجد قباء أول مسجد بناه المسلمون بأمر من الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أثناء إقامته وشارك في بنائه بيديه، ثم توالت التوسعات من بعده خلال العصور الماضية، حتى كانت التوسعة الأخيرة في عهد الدولة السعودية. وفي عام 1405ه وضع الملك فهد بن عبدالعزيز حجر الأساس للتوسعة الأخيرة للمسجد، وانتهت أعمال التوسعة عام 1407ه، بلغت مساحة المصلّى وحده 5000 متر مربع، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، وأصبح يستوعب 20.000 مصلٍّ. وحول فضل مسجد قباء، ورد فيه قول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم من تطهّر في بيته، ثم أتى مسجد قباء وصلّى فيه كان له كأجر عمرة، كما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم أن النبي كان يأتي مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكباً فيصلي فيه، وقباء هي جزء من منطقة العالية التي تقع في جنوبالمدينةالمنورة، على مسافة ثلاثة كلم تقريباً من المسجد النبوي الشريف، ويقطنها بنو عمرو بن عوف من الأوس وحلفاؤهم بنو أنيف، وكانت لهم العديد من الآطام مثل أطم الشنيف والمستظل وأطم وأقم والصياصي. واشتهرت منطقة قباء بوفرة المياه وتعدد الآبار، لذا انتشرت في أرضها أنواع عدة من المزروعات أشهرها النخيل، إضافة إلى الرمان والتين والعنب، ومن أشهر الآبار التاريخية بقباء بئر أريس الذي سقط فيه خاتم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وبئر عذق التي نزل عندها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عند هجرته، إضافة إلى آبار العين الزرقاء التي كانت تمد المدينة بالمياه. ومن المعالم التاريخية قلعة قباء التاريخية (تقع في حي الدويمة في قباء بالقرب من طريق قباء الطالع قبل مسجد الجمعة)، إذ تعتبر قلعة قباء من القلاع التي انتشرت في ضواحي المدينة والمخصصة للحراسة ومراقبة ما يدور خارج المدينة، وتتكون القلعة من ثلاثة أدوار بنيت من الحجر، ولهذه القلعة مدخل واحد يقع في الجهة الشمالية. وتقوم هيئة تطوير المدينةالمنورة بالاستعداد لبدء مشروع توسعة مسجد قباء والمنطقة المحيطة به، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والزائرين، وتطوير المنطقة المحيطة به عمرانياً وبيئياً، ومن المتوقع أن يستوعب مسجد قباء بعد اكتمال التوسعة 55 ألف مصلٍّ، كما تقوم الهيئة بتحسين وتجميل الطريق الرابط بين المسجد النبوي ومسجد قباء من خلال المرحلة الأولى لتطويره، ليصبح مساراً آمناً للمشاة من المسجد النبوي إلى مسجد قباء، فيما يُعدُّ أحد أهم الطرق الحيوية للمدينة المنورة.