بكين، واشنطن - رويترز - قال كبير مديري إدارة المخاطرة في «مؤسسة الصين للاستثمار» وانغ جيانكسي: «لا شيء يدعو إلى القلق في شأن الاستثمار بكثافة في الدولار وسندات الخزانة الأميركية نظراً إلى أنه ليس نموذجاً فريداً في عالم بلا بدائل تذكر». وأضاف جيانكسي الذي تعتبر مؤسسته صندوق الثروة السيادية الصينية وتدير 300 بليون دولار، أن «سوق سندات الخزانة الأميركية هي الأكثر سيولة في العالم والحكومة الأميركية مقترض ذو صدقية». ورأى أن «تلك الميزات تجعل الأصول المقومة بالدولار مستقرة نسبياً وما من استثمارات بديلة في العالم تتمتع بصفات مماثلة». وخاطب جيانكسي منتدى استثمارياً أمس قائلاً: «ينبغي ألا نشكو من أخطار شراء الدولارات وأذون الخزانة الأميركية ونطالب بالاستثمار في بلدان أخرى»، مضيفاً: أنها «وجهة نظري الشخصية». وقال: «الاستثمار في دول أخرى لا ينطوي بالضرورة على أخطار أقل». ويذكر أن الصين هي أكبر مالك أجنبي لسندات الخزانة الأميركية حيث تستثمر ثلث احتياطاتها من النقد الأجنبي البالغة 2.85 تريليون دولار. لكن جيانكسي أوضح «الصين ليست البلد الوحيد الذي يعتمد على الدولار وضرب مثالاً على ذلك، صناديق الثروة السيادية في أبوظبي والنروج وسنغافورة كمشترين كبار آخرين للأصول المقومة بالعملة الأميركية». وتأتي تصريحاته بينما يستعد الرئيس الصيني هو جين تاو لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل، حيث سيحاول البلدان إيجاد أرضية مشتركة لروابطهما الثنائية التي عقدتها حساسية علاقة الدائن بالمدين. الى ذلك، توقع شركات طاقة أميركية وصينية اتفاقات تجارية عدة هذا الأسبوع خلال زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو الرسمية لواشنطن، وفق ما صرح مسؤول أميركي أمس. وتتضمن الاتفاقات التجارة في الطاقة المتجددة، وهو مجال تتنافس فيه الولاياتالمتحدة والصين على الفوز بحصة في السوق. وقد تشمل أيضاً تكنولوجيا الوقود الحيوي والفحم النظيف. وسيساعد حرق الفحم بطريقة أنظف على إبطاء اثر انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض في اكبر دولتين إنتاجاً لها. ولم تعلن وزارة الطاقة الأميركية عن أسماء الشركات التي ستوقع الاتفاقات ولم تشر إلى قيمتها. وسيشرف وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو ونظيره الصيني على التوقيع الثلثاء المقبل خلال مؤتمر في واشنطن. وقالت جماعة «غرين بيس»: «الصين تفوقت في الآونة الأخيرة على الولاياتالمتحدة في مجال توليد الكهرباء من الرياح». وإلى جانب الاتفاقات التي ستوقع هذا الأسبوع تتطلع الصين بوجه عام للاستثمار في فرص سوق الطاقة في الولاياتالمتحدة. وقالت نائب الرئيس لسياسة الطاقة في مركز التقدم الأميركي (معهد بحثي ليبرالي) كيت جوردون: «الصين ربما تستثمر في الطاقة الأميركية بأساليب يمكن أن تضيف وظائف إلى الاقتصاد، وأخرى يمكن أن تستقطع وظائف». وتفكر شركات سيارات تعمل بالكهرباء والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في المجيء إلى الولاياتالمتحدة لبناء مصانع للصناعات التحويلية. وأوضحت جوردون أن «هذه الاستثمارات أكثر بكثير من كونها إيجابية فقط، فهي توجد فرص عمل». لكن الصين ربما تكون مهتمة أيضاً بشراء شركات أميركية لم ترخص بعد تكنولوجيتها. ولفتت جوردون إلى أن «من بين الأمور التي نراها، الوصول إلى المختبرات في محاولة لشراء التكنولوجيا قبل أن تمنح تراخيص، وجعلها تنتقل إلى الصين لتطويرها».