لا تبدو مشاكل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني مع القضاء، آيلة إلى نهاية... وككل المصائب، تأتي تباعاً أو دفعة واحدة. وبعد إصدار المحكمة الدستورية العليا قرار نقض شرعية قانون «الرفض المبرر بالحصانة لاستدعاءات القضاء» الذي أقرته حكومة بيرلوسكوني العام الماضي، وصادق عليه مجلسا النواب والشيوخ في البرلمان بفضل الغالبية التي يتمتع بها حزبه، أمرت المحكمة الدستورية القضاة المعنيين بملفات بيرلوسكوني بتحديد «أحقيته» في التغيّب عن المرافعات وجلسات المداولات القضائية، ما أدى الى إلغاء حصانة رئيس الحكومة إزاء الملاحقة القضائية في 3 دعاوى ضده. ولم تمضِ 24 ساعة على هذا القرار، حتى تلقى رئيس الحكومة ومحاميه أمس، استدعاءً للمثول أمام قاضي التحقيق في ميلانو في شأن اتهامه بعلاقة حميمة مع الراقصة المغربية الشابة كريمة محروق الملقبة ب «روبي محطّمة القلوب» (18 عاما)، حين كانت لا تزال قاصراً. وأوضحت نيابة ميلانو ان رئيس الحكومة استدعي ل «الرد على الاتهامات الموجّهة إليه عملاً بمادتي قانون المرافعات»، ما يوحي بحسب تقارير بأن رئيس الحكومة ارتبط فعلياً بعلاقة مع الشابة المغربية بين شباط (فبراير) وايار (مايو) 2010، في مقر إقامته في قصر آركوريي في ميلانو. واعلن محامي الفتاة ان موكلته لم تلتقِ قضاة التحقيق في ميلانو منذ تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، ما يعني ان النيابة العامة حصلت على «أدلة جديدة» في القضية، مصدرها على الأرجح أشخاص ابلغوا القضاة بصلة رئيس الحكومة بالشابة. وعلى رغم دأب كريمة على نفي دخولها مقر إقامة بيرلوسكوني في ميلانو، فان الاستدعاء الجديد يشير إلى أن العلاقة بينهما حصلت حين كانت دون سن الرشد، ما يعاقب عليه القانون الإيطالي بنص واضح، علماً أن الفتاة المغربية أكدت سابقاً أنها التقت بيرلوسكوني ثلاث مرات، لكنها نفت أي علاقة جنسية معه. وفي الأيام القليلة الماضية، هاجم بيرلوسكوني بشدة القضاء والنيابات، معتبراً أن جزءاً كبيراً منها «في خدمة الشيوعيين الذين يسعون الى تصفيتي». لكنه لم يُدلِ بأي تصريح في شأن ملف المغربية، مكتفياً باعتبار القضايا الكثيرة التي يواجهها في أكثر من محكمة «مُختلقة». ورد محاميا رئيس الحكومة نيكولو غيديني وبييرو لونغو على الاتهامات الجديدة، معتبَريْن ان ما ورد في كتاب الاستدعاء القضائي «تدخل سافر في الحياة الشخصية لبيرلوسكوني، لا مثيل له في أي بلد ديموقراطي». وتفيد تقارير بأن بيرلوسكوني كان اتصل بقسم للشرطة حيث كانت الفتاة موقوفة في قضية سرقة، ليطلب من المحققين الإفراج عنها، وهو ما أدى إلى توجيه تهمة سوء استخدام السلطة له. وبرر بيرلوسكوني تدخله بأنه يساعد الفتاة كونها «حفيدة زعيم عربي، هربت من منزل والديها الملتزمين دينياً».