على رغم أن زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي على وشك خسارة أهم معقلين له في الموصل في العراق والرقة في سورية وتحوله من «خليفة» للخلافة المزعومة إلى «طريد وهارب»، إلا أن خبراء يقولون إن قتله أو اعتقاله قد يستغرق أعواماً. ومع احتدام المعركة ضد عناصر «داعش» في الموصل والرقة، يعتقد على نطاق واسع أن البغدادي ليس في المحافظتين، بل مختبئ وسط آلاف الأميال المربعة في الصحراء الواسعة بين العراق وسورية. وقال لور طالباني رئيس مكافحة الإرهاب في حكومة إقليم كردستان في منطقة الحكم الذاتي الكردستاني في شمال العراق لرويترز: «في نهاية المطاف، سيتم قتله أو القبض عليه، ولن يتمكن من البقاء تحت الأرض إلى الأبد». وتابع: «لكن هذا قد يستغرق أعوام عدة». وقال هشام الهاشمي، الذي يقدم المشورة لحكومات الشرق الأوسط حول «داعش» إن أحد المخاوف الرئيسية للبغدادي هو ضمان عدم خداعه من قبل أحد مرافقيه مقابل مكافأة قدرها 25 مليون دولار قدمتها الولاياتالمتحدة لتقديمه للعدالة. وقال الهاشمي إنه لم يعد لدى البغدادي أرض يحكمها وعدد أنصاره يتقلص وبالتالي لم يعد بمستطاعه القول إنه «خليفة» تلك الخلافة المزعومة. وأخذاً في الاعتبار الصعوبات اللوجستية في التحرك، يعتقد أن البغدادي يتنقل في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية. وقال فاضل أبو رغيف الخبير في شؤون التطرف في بغداد إن «المكافأة (لاعتقاله) تثير القلق والتوتر وتقيد تحركاته وتحد من عدد حراسه». وأضاف «أنه لا يبقى أكثر من 72 ساعة في أي مكان». وقال طالباني: «لقد أصبح البغدادي متوتراً وحريصاً جداً في تحركاته». وأضاف «لقد أصبحت الدائرة التي يثق فيها أصغر». وكان آخر خطاب مسجل للبغدادي صدر في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر)، أي بعد أسبوعين من بدء معركة الموصل، حض أتباعه على محاربة «الكفار». ويعتقد المسؤولون الأميركيون والعراقيون أنه ترك قادة العمليات خلفه مع عناصر من التنظيم لمتابعة العمليات القتالية في الرقة والموصل، وهرب هو نحو مكان أكثر أمناً. لا يستخدم البغدادي الهواتف النقالة، ولديه عدد قليل من العناصر الموثوقة المعتمدين للاتصال بمساعديه الرئيسيين، إياد العبيدي، وزير دفاعه، وإياد الجميلي، المسؤول عن الأمن. ولم يتم تأكيد تقرير من التلفزيون العراقي في الأول من نيسان (أبريل) الماضي عن أن الجميلي قتل. وقال الهاشمي إن البغدادي ينتقل في سيارات عادية، أو نوع الشاحنات التي يستخدمها المزارعون بين مخابئ على جانبي الحدود العراقية- السورية مع سائق وحارسين اثنين فقط. وقال الهاشمي إن داعش كانت تنقل عناصرها من الرقة إلى دير الزور قبل أن يشتد الحصار على المحافظة. تجدر الاشارة إلى أن الحكومة الأميركية لديها قوة عمل مشتركة لتعقب البغدادي، تضم قوات عمليات خاصة ووكالة المخابرات المركزية إضافة إلى أقمار التجسس.