أعلن انفصاليون موالون لروسيا في مدن دونيتسك وسلافيانسك ولوهانسك شرق أوكرانيا أنهم سينظمون الاستفتاء على الاستقلال في موعده الأحد، على رغم مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتأجيله للإفساح في المجال أمام إجراء حوار لإنهاء الأزمة. وقال دنيس بوتشيلين قائد «جمهورية دونيتسك»: «صوّت المجلس الذي يدير الجمهورية على المضي قدماً في تنظيم الاستفتاء مهما كان الثمن»، فيما أعلنت مايا كوسيانسيتش الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي أن تنظيم الاستفتاء «سيفاقم الوضع، وقد يؤدي إلى تصعيد جديد». وأضافت: «لا شرعية ديموقراطية لهذا الاستفتاء، وندعم بالكامل وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها». ووصفت تصريحات الرئيس بوتين بأنها «محطة يمكن أن تساعد في وقف التصعيد، لكن يجب أن نرى إذا كانت الكلمات ستليها أفعال». وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أشاد باللهجة «البناءة» للرئيس الروسي، وقال: «ربما نحن أمام لحظة حاسمة. الوضع حرج جداً، لكن لا يزال هناك فرصة لتفادي تصعيد جديد للعنف عبر الديبلوماسية، ومنع فقدان السيطرة بالكامل على شرق أوكرانيا». ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل غداة الاستفتاء، ويمكن أن يقرروا فرض عقوبات جديدة وتوسيع المعايير المتبعة لتطبيقها، لكن خلافات لا تزال قائمة بين دول تدعو إلى اعتماد حزم شديد حيال روسيا والانفصاليين الأوكرانيين مثل بولندا وبريطانيا، وتلك المترددة في توسيع نطاق العقوبات لا سيما في القطاع الاقتصادي. في كييف، رأت الخارجية الأوكرانية أنه «رغم ما يبدو انه بادرة حسن نية من الكرملين، لكن مضمون خطابها لا علاقة له بالمسعى الفعلي لبحث تسوية للأزمة». وتابعت: «أي استفتاء في أوكرانيا من دون التشاور مع سلطات كييف لا معنى له، وغير مقبول، ما يجعل الدعوة إلى إرجاء الاستفتاء مهزلة، وليست بادرة حسن نية». وأكدت الوزارة رغبة كييف في إجراء حوار وطني شامل، «لكن الحوار مع إرهابيين غير مسموح، وغير معقول». ووصف سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني اندريه باروبي تصريحات بوتين بأنها «باطلة، وتؤكد مجدداً أن لديه معايير مزدوجة في ما يتعلق بأوكرانيا وان لا صلة لها بالواقع». وأضاف: «يستحيل تأجيل أو إلغاء ما لا وجود له. الاستفتاء غش سياسي يهدف إلى الدعاية، وقد نسّق بالتعاون مع روسيا. وبعدما أدرك القيمون عليها أن لا تأثير دعائياً لها قرروا تأجيل هذا الاحتيال السياسي». وأكد باروبي أن العملية العسكرية الجارية ضد انفصاليي شرق أوكرانيا «ستتواصل، سواء قرروا إرجاء استفتاء الأحد أم لا». وأشار إلى أن قوات روسية هاجمت نقطة حدودية، ما دفع وزارة الدفاع الروسية إلى اتهام كييف بحشد 15 ألف جندي على الحدود. وغداة إعلان بوتين سحب قوات روسية من الحدود، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندريس فوغ راسموسن في وارسو «عدم رصد أي مؤشر» للانسحاب. ورد راسموسن مازحاً على اتهام وزارة الخارجية الروسية إياه في تغريدة بأنه «كفيف لأنه لم يلاحظ الانسحاب» قائلاً: «نظري سليم». واشنطن وفيما اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) ألكسي بوشكوف، أن أزمة أوكرانيا «ما زالت بعيدة عن التسوية، لأن جزءاً من البلاد لا يعترف بسلطات كييف، بينما يحرق فاشيون الناس في مقابل رفض لجان الدفاع الشعبي الاستسلام»، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما يريد إلغاء مكاسب تحظى بها روسيا في علاقاتها التجارية مع الولاياتالمتحدة، في قرار رمزي لا يرتبط مباشرة بالوضع في أوكرانيا. وأبلغ اوباما الكونغرس في رسالة قراره سحب روسيا من لائحة الدول التي تحظى بنظام جمركي تفضيلي مخصص للدول النامية على قسم من صادراتها إلى الولاياتالمتحدة. وفي لقاء بمقر البنتاغون مع نظيره الجورجي أراكلي ألاسانيا، جدد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل تأكيد أهمية الشراكة بين البلدين، ووعد بمواصلة تعاونهما القوي في مجال الدفاع». وشجع هيغل تبليسي على مواصلة إصلاحاتها في مجال الدفاع، والتوافق في شأن الانضمام إلى الحلف الأطلسي (ناتو)، علماً بأن الأحداث في أوكرانيا تقلق جورجيا التي لم تنس بعد التدخل العسكري الروسي في أراضيها عام 2008، حين اعترفت موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لها في جورجيا، هما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.