سمحت كوبا لدبلوماسية اميركية كبيرة الخميس بزيارة اميركي معتقل بتهمة التجسس واصبح تمديد فترة توقيفه نقطة خلاف كبرى في الجهود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين. لكن لقاء عقد لاحقا بين المسؤولة نفسها وهي مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون اميركا اللاتينية روبرتا جاكوبسون وقادة من المعارضة الكوبية اعتبرته هافانا "استفزازا واضحا". وكان الان غروس (61 عاما) الذي يعمل بالتعاقد مع وزارة الخارجية الاميركية اعتقل في كانون الاول/ديسمبر 2009 للاشتباه بانه جاسوس اميركي اثر قيامه بتوزيع اجهزة هواتف خليوية وكمبيوتر نقالة الى معارضي نظام الرئيس الشيوعي راوول كاسترو. وقد سمح سابقا لموظفين من البعثة الاميركية غير الرسمية في هافانا بلقاء غروس لكن جاكوبسون هي اعلى دبلوماسية اميركية تلتقيه حتى الان. واكدت وزارة الخارجية الاميركية الخميس هذه الزيارة فيما كرر البيت الابيض التعبير عن دعوته للافراج فورا عن غروس الذي لم توجه اليه حتى الان اتهامات رغم اعتقاله منذ اكثر من سنة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض مايك هامر لوكالة فرانس برس "لقد عبر مسؤولون حكوميون اميركيون تكرارا للسلطات الكوبية عن قلقنا العميق بالنسبة لغروس وحثوا كل من يتواصل مع الحكومة الكوبية على القيام بالمثل". وتقول الولاياتالمتحدة ان غروس كان يعمل لدى منظمة غير حكومية تعمل بالتعاقد مع وزارة الخارجية الاميركية لامداد مجموعات من المجتمع المدني في كوبا باجهزة كمبيوتر واتصالات. وكان فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الاميركية قال للصحافيين في واشنطن "لا نزال نشعر بالقلق على صحة غروس .. ونعتقد انه يجب الافراج عنه بالسرعة الممكنة". وكان ارتورو فالنزويلا اعلى مسؤول في الخارجية الاميركية لشؤون اميركا اللاتينية اعلن في الاونة الاخيرة ان واشنطن قالت "بوضوح شديد" لهافانا انه سيكون من الصعب الوصول الى اي اتفاقات كبرى طالما ان كوبا لا تزال تحتجز غروس. وكانت الولاياتالمتحدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع كوبا في 1961 بعد سنتين على تولي فيدل كاسترو السلطة. وحاولت الادارات الاميركية المتعاقبة في واشنطن عزل نظام كاسترو دبلوماسيا مع تشديد الحظر التجاري المفروض منذ 48 عاما على هذا البلد. وبسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية تجري واشنطن وهافانا مشاورات منتظمة حول قضايا مثل تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية لا سيما وان كوبا تقع على بعد 145 كلم قبالة سواحل فلوريدا. وكانت جاكوبسون تزور هافانا في اطار الجولة الرابعة من المحادثات حول الهجرة التي اعيد اطلاقها خلال لقاء في نيويورك في تموز/يوليو 2009 بعد جمود استمر ست سنوات. والتقت المسؤولة الاميركية ايضا الخميس ابرز شخصيات المعارضة الكوبية وبينهم اليثاردو سانشيز الذي يرئس اللجنة الكوبية لحقوق الانسان والمصالحة الوطنية. ومجموعة المعارضة هذه محظورة رسميا لكن نظام كاسترو يتغاضى عن انشطتها. ونددت وزارة الخارجية الكوبية بهذا اللقاء باعتباره "استفزازا واضحا" و"تهجما على شعبنا" يهدف الى تحريك القوى المناهضة للثورة وزعزعة استقرار النظام. وقالت الوزارة في بيانها ان ذلك "يؤكد مرة جديدة عدم وجود تغيير في سياسة التخريب والتدخل من قبل الولاياتالمتحدة في الشؤون الداخلية الكوبية". وكان لقاء عقد قبل 16 شهرا بين المعارضة الكوبية ومسؤولة اميركية سابقة من الخارجية اثار رد فعل مماثلا من جانب كوبا.