الحديث عن «الحياة» الجريدة شهادة مجروحة إذا أتت من أحد كتّابها، فما بالكم بأحد عشّاقها، لكن وجود شهادة محايدة، ومن شخصية إعلامية، وبطريقة تنفيذية عملية، لن يكون كذلك، وسيكون مدعاة للحديث. وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أكد خلال حضوره مسرحية «أحلام» استعداد وزارته لتوقيع مذكرة تفاهم وشراكة مع صحيفة «الحياة» بشأن «برلمان الطفولة» لإنتاج فعاليات ومناسبات ثقافية ومسرحية على مدار العام، داعياً وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي ومديري الجامعات إلى النهوض بالمسرح المدرسي والجامعي، والمساعدة في إخراج شباب قادرين على الدخول في المسرح السعودي. برلمان الطفولة الذي قدم المسرحية، مجموعة من الأطفال تبنّتهم جريدة «الحياة»، تمارس كل الفنون، من كتابة المقالات، وإعداد اللقاءات الصحفية، والتمثيل، وإقامة معارض الفنون التشكيلية، وإحياء المناسبات الوطنية المختلفة، أنشأتها الزميلة هيا السويد، الصحفية في صحيفة «الحياة» تحت إشرافٍ مباشر من الزميل جميل الذيابي، أنشأتها وكانت مؤمنة بها، عملت بجهد كبير عليها، درّبت، صبرت، خاضت كثيراً من التحديات، وتجاوزت كثيراً من المضايقات، واستثمرت بيئة صحية وفّرتها الجريدة ومسؤولوها، وها هي تبلغ عنان الإعلام، وتنتزع لأصدقائها الأطفال الإعجاب والدعم والمؤازرة الرسمية. جميل الذيابي يقول إن الصحيفة تبنّت مشروع «برلمان الطفولة» لإيجاد بيئةٍ وآليةٍ تناسب الأطفال يعبرون منْ خلالها عن كل ما يحبون ويرغبون، وتتحقق عبْرها مشاركة الطفل الحقيقية، مستوعبة كل الأنشطة والفعاليات المتنوعة الكامنة فيهم، إذْ إن الطفل في البرلمان هو الوحيد الذي يستطيع أنْ يعبر عنْ مشكلاته وهمومه، وهو بنفسه الذي يخطط لمستقبله، ويسهم بدوره في المجتمع، في ظل عالمٍ لا يتوافر فيه الزمن الكافي للكبار للجلوس والاستماع إلى الطفل وتنمية مهاراته. أحلام الأطفال ظلت تزهر في برلمان الطفولة لسنوات، تحكي قصة نجاح أبطالها هيا، و«الحياة»، وجميل، والثقافة التي تكرّسها هذه المؤسسة الإعلامية، والتجربة نجحت وتفوقت بشهادة الجميع، ويبقى أن تصريح الوكيل أعلاه، نقطة انطلاق جديدة لمرحلة أكبر، تجعل من هذه التجربة ممارسة ثقافية حضارية، تسهم في تخريج كوادر إعلامية، مسرحية، فنية، مطمئنين إلى بنائها المعرفي، ومبتهجين بخبراتها العملية، والأهم أننا واثقون أنها موهوبة. من شهدوا بدايات البرلمان، لا بد أنهم فرحوا بهذه النجاحات المتلاحقة، وبهذا النضج الهادئ للتجربة، وبهذه الصحفية السعودية المثابرة، والصحيفة المتفهّمة. البرلمانات عادة للكبار، لكن صغار «الحياة» في برلمانهم تعلموا الاحترام والديمقراطية وإتاحة المجال لزملائهم للتفكير، والتعبير، فتعلّموا الجرأة والثقة، وتعلموا ثقافة العمل الجماعي، وهم علمونا ويعلموننا أن تجربة انطلقت من صفحة الطفل، وبخمسة أعضاء في سنتها الأولى، يمكن أن تزهر عشرات بل مئات الأعضاء الفاعلين إذا وجدت الأرض الطيبة، والبيئة المناسبة. شكراً لكم يا صغارنا، وبلّغوا شكرنا للكبار الذين يقفون خلفكم. [email protected]