رحبت السعودية والإماراتوالبحرين بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أكد خلالها ضرورة أن توقف دولة قطر تمويل الإرهاب، وقال إن «لدى قطر تاريخاً في تمويل الإرهاب على مستوى عالٍ جداً». وفي أنقرة استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وبحث معه تطورات الخلاف مع قطر. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البحريني إن أردوغان دعا الى حل الخلاف مع قطر قبل نهاية شهر رمضان. وأضاف أن تركيا ستواصل جهودها الرامية لحل الخلاف. وقال جاويش أوغلو إن القاعدة العسكرية التركية في قطر هدفها أمن منطقة الخليج لا أمن دولة بعينها. ونقلت صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» أمس عن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أن «ثمة خطر من أن يقود هذا الخلاف (مع قطر) إلى حرب»، مضيفا أنه لا تزال هناك فرصة لنزع فتيل التوتر. وقال غابرييل إن المحادثات التي أجراها في الأيام الماضية مع نظرائه من السعودية وقطروتركيا وكذلك اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية إيرانوالكويت أكدت مخاوفه. وتابع «بعد محادثاتي هذا الأسبوع أعلم مدى خطورة الموقف لكنني أعتقد أن هناك فرص جيدة أيضا لإحراز تقدم». ولمّحت موسكو خلال اسقبال وزير خارجيتها سيرغي لافروف نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الى استعدادها بذل جهود وساطة لتسوية الأزمة «إذا وافقت البلدان المعنية»، وشدد لافروف على «قلق بالغ» بسبب تفاقم الوضع في المنطقة، وقال إن «روسيا لا يمكن أن تسر لتدهور العلاقات بين شركائها». وقالت السعودية على لسان مصدر مسؤول أمس، إن محاربة الإرهاب والتطرف لم تعد خياراً بمقدار ما هي التزام يتطلب تحركاً حازماً وسريعاً، لقطع كل مصادر تمويله من أي جهة كانت، وبما ينسجم مع قرارات القمة العربية- الإسلامية- الأميركية. وأعلن سفير الإمارات لدى الولاياتالمتحدة يوسف مانع العتيبة، ترحيب بلاده بتصريحات الرئيس الأميركي في مواجهة دعم دولة قطر «المزعج» للتطرف، مضيفاً أنه ينبغي على الدوحة أن تراجع سياساتها الإقليمية بعد أن تقر بالمخاوف التي تتعلق بدعمها المقلق للإرهاب. وأكدت البحرين أن موقف ترامب الحازم يعكس إصراراً شديداً على مواصلة مكافحة كل صور الإرهاب، وضمان التكاتف الدولي للقضاء على هذه الظاهرة الخطرة. كما شددت على ضرورة التزام قطر بتصحيح سياساتها والانخراط بشفافية في جهود مكافحة الإرهاب، لتتمكن دول المنطقة من معالجة الأخطار التي تهددها ومواجهة جميع الكيانات الإرهابية والقضاء على كل من يدعمها، ويحاول زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها. وبدأت دول خليجية اتخاذ إجراءات قانونية عقب إعلان السعودية والإماراتوالبحرين ومصر قائمة لأشخاص وتنظيمات تدعم الإرهاب ضمت 59 شخصاً، و12 كياناً مرتبطة بدولة قطر. وأعلنت البحرين أمس اتخاذ إجراءات ضد أي جمعية مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية المدعومة من قطر. وأكد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحريني خالد بن علي آل خليفة، «أن الوزارة ستقوم بمساءلة كل من يقوم بتوظيف الدين لمصلحة أي ارتباطات أو ولاءات تنظيمية لدولة أو جهة خارجية تستهدف سيادة الدول ووحدتها واستقرارها، سواء كان من طريق الجمعيات السياسية أو جمع المال للأغراض الدينية أو الخطاب الديني». وفي الكويت، استدعى جهاز أمن الدولة الكويتيين الثلاثة، الذين وردت أسماؤهم ضمن قائمة الإرهاب. وقالت صحيفة «القبس» الكويتية إن الأجهزة الأمنية وضعت حجاج العجمي وحاكم المطيري وحامد العلي تحت الرقابة المشددة منذ فترة، كما منعتهم من السفر، مشيرة إلى أن جهاز أمن الدولة بصدد استدعائهم مجدداً لسماع أقوالهم، كما سيتم استدعاء أشخاص آخرين على صلة بهم. ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات الأمنية الكويتية ستطلب من نظيرتها في السعودية ودول أخرى آخر المعلومات والبيانات حول خلايا نائمة تم رصدها أخيراً في المنطقة، بغية التحرك لتنفيذ عمليات تخريبية. وفي موسكو أجرى الوزيران سيرغي لافروف ومحمد بن عبدالرحمن آل ثاني جلسة محادثات مغلقة، لم يعقبها كما جرت العادة مؤتمر صحافي. لكن لافروف استهلها بالإشارة الى أن بلاده «لا تتدخل في شؤون البلدان الأخرى لكنها تشعر بقلق بالغ بسبب تدهور علاقات بلدان خليجية وعربية مع قطر». وأكد الوزير الروسي أهمية تسوية الأزمة عبر الحوار، معتبراً أن «الطريق إلى تسوية الوضع حول قطر يمر عبر الحوار المباشر». وفي تجديد لتلميحات سابقة من جانب موسكو باحتمال لعب دور وساطة، أكد لافروف أن بلاده «تواصل اتصالاتها بمعظم أطراف الأزمة الخليجية، وأنها مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية لدعم جهود التسوية»، لكنه استدرك: «سنحاول عمل كل ما في وسعنا، في حال موافقة الأطراف المعنية واهتمامها بذلك». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد في اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على أن بلاده تؤيد بشدة معالجة الأزمات بالوسائل السياسية والديبلوماسية ومن خلال الحوار. وأعرب الوزير القطري من جانبه، عن أمله في «تطور علاقات التعاون والحوار البناء حول القضايا الإقليمية بين روسياوقطر»، وتقدم بالشكر من المؤسسات الروسية التي عرضت خدماتها في ظل الإجراءات التي فرضت على قطر. وأكد أن بلاده تسعى دائماً الى حل الخلافات بالحوار، معتبراً أن مجلس التعاون الخليجي «هو الإطار الأنسب لذلك»، وشدد على أن الدوحة ترحب بجهود الوساطة التي تقوم بها الكويت لتجاوز الأزمة. في المقابل، دافع محمد آل ثاني عن توجه قطر لتعزيز العلاقات مع إيران، وقال في مقابلة مع قناة «أر تي» الروسية إن التجارة مع إيران «ليست جريمة». وشدد على أن الدوحة «تثمن جهود إيران بفتحها ممرات جوية بيننا، وتجهيزها ثلاثة موانئ من أجل نقل السلع، مع أننا لسنا في حاجة اليها الآن، إلا أننا سنستخدمها في حال اقتضت مصلحة الشعب القطري ذلك». وشدد على «استغراب قطر» بسبب تبني واشنطن مواقف فيها إدانة لقطر على رغم أن «لدينا تاريخاً حافلاً من التعاون في محاربة الإرهاب». لكنه اعتبر أن «شراكتنا مع الولاياتالمتحدة قادرة على تجاوز المشكلات».