القدس المحتلة، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – استبقت إيران جولة المحادثات التي ستُجريها في إسطنبول الأسبوع المقبل، مع الدول الست المعنية بملفها النووي، مؤكدة رفضها مناقشته خلال المفاوضات التي اعتبرتها «تاريخية»، مرجّحة أن تشكّل «الفرصة الأخيرة» للغرب. تزامن ذلك مع إعلان نسرين سلطان خواه نائب الرئيس الإيراني لشؤون العلوم والتكنولوجيا، تشكيل «وحدة خاصة لحماية» العلماء النوويين والنخب العلمية، بعد اغتيال بعضهم. وقال وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي أكبر صالحي: «لن نعترف على الإطلاق بالمفاوضات، إذا أراد الجانب الآخر (الدول الست) التفاوض في شأن مسألة الملف النووي». وأضاف في حديث الى صحيفة «إيران» الرسمية أن «النواحي التقنية والقانونية للمسائل النووية لأي دولة، لا يمكن مناقشتها إلا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي هي، بناءً على قوانين وضوابط دولية، السلطة الوحيدة المخوّلة الحكم على مسائل تخصّ الدول الأعضاء» في الأممالمتحدة. وزاد: «إذا اعتبرنا أن هذا هو المبدأ، نرى أن الملف المعروف باسم الملف النووي (لإيران)، فبركه الغرب، ومناقشته مع الدول الست تصبح من دون معنى». وأكد صالحي، وهو رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، الى قرار اتُخِذ في الجولة السابقة من المحادثات التي عُقدت في جنيف يومي 6 و7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أن لا نقاش سوى ل «النقاط المشتركة» بين الجانبين، وتشمل الأمن والاقتصاد ونزع السلاح النووي ومنع انتشاره والتعاون النووي. وقبل ساعات من تصريحات صالحي، أشار المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية الى احتمال تمكّن بلاده من صنع وقود نووي يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية، قائلاً لمراسلين فرنسيين: «قد تكون هذه آخر فرصة، إذ مع نصب أول قضبان وقود تنتجها إيران، في قلب مفاعل طهران، قد لا يسمح البرلمان للحكومة مجدداً بالتفاوض أو إرسال اليورانيوم الذي تنتجه البلاد الى تركيا أو الخارج، واجتماع إسطنبول قد يكون آخر فرصة أمام الغرب للعودة الى المحادثات». في بكين، أعلن علي باقري نائب سعيد جليلي أبرز المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، أن محادثاته مع مسؤولين صينيين أكدت ضرورة إجراء المفاوضات المقررة في إسطنبول يومي 21 و22 الشهر الجاري، «في ظل المنطق وبهدف التعاون». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، أن وزير الدفاع إيهود باراك لم يجدّد لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته الجنرال غابي أشكنازي، بعد اعتراض الأخير على اقتراح الوزير شنّ هجوم على منشآت نووية إيرانية. وأشارت الى ان أشكنازي الذي سيتقاعد الشهر المقبل، يعتقد بأن «إشعال حرب سيسبّب كارثة لإسرائيل»، وحصل على تعهد من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالاستماع الى وجهة نظره. وأضافت: «كان لذلك تأثير مدمّر على علاقة» أشكنازي بباراك الذي عيّن يؤاف غالانت خلفاً له. ولفتت «هآرتس» الى «انطباع بأن غالانت أكثر تشدداً إزاء إيران، ولن يعطّل نتانياهو وباراك المتحمسين لخوض معركة» ضدها، مضيفة: «انقضى عام 2010 من دون حرب على إيران. وفي الشتاء لا أحد يبدأ حرباً، لأن الغيوم تحدّ من عمليات سلاح الجوّ. لكن ثمة صراعاً يختمر عام 2011». على الصعيد الداخلي، ندد المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي ب «الاستبداد الذي ينتهجه النظام، على غرار النظامين النازي والسوفياتي». وعلّق على حملات المحافظين على قادة المعارضة، والتلويح بمحاكمتهم بوصفهم «خونة»، قائلاً: «إنهم يعتمدون أساليب (ضد المعارضة) انتهجتها أنظمة استبدادية مثل (الزعيم السوفياتي جوزف) ستالين، أو (الديكتاتور نيكولاي) تشاوتشيسكو في رومانيا». واعتبر موسوي في بيان أورده موقع «كلمة» التابع له، أن «الأكاذيب» التي ينشرها النظام، «تفوّقت» على أساليب الدعاية التي برع فيها جوزف غوبلز وزير الدعاية في ألمانيا النازية.