دعت تركيا والسعودية أمس لبنان إلى الحفاظ على وحدته بعد تهديد حزب الله وحلفائه بالاستقالة من الحكومة، ما يضعها أمام خطر الانهيار. وأعرب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة عن أمل بلاده بعدم سقوط الحكومة اللبنانية، لما يحمله ذلك من تداعيات خطرة على لبنان والمنطقة. وحذّر الوزير الفيصل من مخاطر استقالة وزراء حزب الله وحلفائه، قائلاً: «إن لبنان يمكن أن يواجه المشكلات التي واجهها سابقاً، وذلك سيؤثر في دول المنطقة». وأعرب عن أمله بألا تحصل هذه الاستقالات. وتواجه الحكومة اللبنانية خطر الانهيار (الأربعاء) مع تأكيد وزراء حزب الله وحلفائه أنهم سيستقيلون إذا لم ينعقد مجلس الوزراء بناء على طلبهم لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وبدأت الأزمة بعد كشف حزب الله في الصيف الماضي عن توجّه إلى اتهامه في جريمة اغتيال رفيق الحريري التي وقعت في شباط (فبراير) 2005. وبدأ إثر ذلك حملة على المحكمة الخاصة بلبنان التي يتهمها بالتسييس وبأنها «أداة إسرائيلية وأميركية لاستهدافه». وطالب حزب الله بوقف التعاون مع المحكمة، في مقابل إعلان فريق رئيس الحكومة تمسّكه بالمحكمة ورفضه أي تسوية على حسابها. وتسببت الأزمة بشلل حكومي ومؤسساتي. وأبدى داود أوغلو من جهته أمله بعدم انسحاب حزب الله من الحكومة اللبنانية، إلا أنه أكد أن تركيا ستبذل في حال حصل ذلك «كل ما في وسعها» لإيجاد حل سلمي للأزمة. كما أشاد الوزير التركي بالوساطة التي قامت بها السعودية وسورية في لبنان، آملا أن تحقق النتائج المرجوة منها. إلا أن حزب الله كان أعلن أول من أمس (الثلثاء) فشل هذه الوساطة التي بدأتها الرياض ودمشق منذ أشهر.