خلال الأعوام القليلة الماضية أصبح صيت المرأة السعودية يدخل كل الآذان، ولا نستطيع إنكاره أبداً، فالنجاحات المتواصلة، خصوصاً التي تحققها المرأة السعودية أصاب بعض فئة من الرجال بالغيرة، فأصبحوا يريدونها معلمة فقط، أو ربة منزل، فهذه الفئة تحارب فئة النساء المبدعات اللائي يرفعن رأس السعودية. فبدءاً بالأميرة لولوة الفيصل، ابنة الملك الشهيد، التي تعتبر قدوة النساء السعوديات، فهي نائبة مجلس الأمناء بجامعة عفت، وترعى مدارس «دار الحنان» للبنات بجدة، وتشارك في مؤتمرات اقتصادية وسياسية داخل وخارج المملكة، ولا ندير رؤوسنا عن الأستاذة نورة الفايز التي استطاعت أن تحقق طموحات المرأة السعودية، بكونها أول امرأة تكون نائبة وزير بالمملكة، إذ بدأت مشوارها بدراستها الماجستير مع زوجها في الولاياتالمتحدة، ثم تقلدت مناصب مثل مديرة «مدارس المملكة»، وبعدها مديرة معهد الإدارة النسائية، وأخيراً نائبة لوزير التعليم للبنات، واستطاعت أن تدخل صفحات الجرائد الغربية بقوة، عندما تم تعيينها. أخيراً أصبحنا نسمع عن البرفيسورة غادة المطيري، هذه الكيماوية التي جعلت النجاح هدفها، وانضمت لبعثة خادم الحرمين الشريفين، وأتقنت عملها كما يحب الله، وحصلت على جائزة الإبداع العلمي، لأنها اكتشفت معدناً يتيح لأشعة الضوء الدخول إلى جسم الإنسان في رقائق تُسمى «الفوتون»، وذلك يجعلنا نستطيع الدخول إلى الخلايا من دون الحاجة إلى عمليات جراحية، وكافأتها جامعتها بمليون دولار، وخصصت لها مختبراً قيمته ثلاثة ملايين دولار لتكمل مشروعها فيه. لقد قامت مجموعة مكونة من طالبات في قسم تقنية المعلومات في كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود بتنفيذ وتصميم مشروع تخرجهم، وهو عبارة عن طريقة لقراءة الرقم السري بحركة الشفاة، فيكفي أن تقول الأرقام السرية من دون أن تصدر صوتاً ليحللها الجهاز ويفهمها بدلاً من أن تكتب الأرقام وتختلسها، والتي تعد هذه من أكبر المشكلات في العالم، وتقدر خسائرها بملايين الدولارات. بعد كل ما قرأتموه من نجاح باهر للمرأة السعودية في جميع المجالات، نرى فئة الرجال الغيورين، الذين يعتبرون أن اسم المرأة عورة، ويحاربون الاختلاط حتى مع الحجاب الكامل، كما في المستشفيات، ولو أن أحداً من أبنائهم أو بناتهم حصلت له فرصة ليبتعث في الخارج لما تردد ووافق على الفور، فحلال الاختلاط في الخارج وحرام في الداخل! [email protected]