كثفت إدارة الرئيس دونالد ترامب اتصالاتها وتحركاتها الديبلوماسية مع دول الخليج العربي أمس، وأعرب وزيرا الدفاع والخارجية جايمس ماتيس وريكس تيلرسون عن مخاوف من انعكاسات سلبية للخلافات بين هذه الدول وقطر على الولاياتالمتحدة، ووُجهت انتقادات إلى الإدارة بسبب سوء التنسيق بين المسؤولين والتأخر في إطلاق أي مبادرة. وفيما أعلن البيت الأبيض أن ترامب تحدث هاتفياً في وقت متأخر أول من أمس مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأكد أهمية الوحدة بين دول مجلس التعاون، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن ماتيس وترامب حذرا من «خطورة أي انتكاسة في العلاقة بين السعودية وقطر» على مصالح واشنطن الإقليمية. وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن ترامب أكد لمحمد بن زايد، بعد اتصاله بالجانبين السعودي والقطري «أهمية المحافظة على وحدة مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الأمن الإقليمي على أن لا يكون ذلك أبداً على حساب القضاء على تمويل التطرف أو هزيمة الإرهاب». وجاء اتصال ترامب في وقت كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» جدلاً داخل البيت الأبيض حول التعاطي مع الأزمة، وأفادت بأن ترامب اتصل بالقادة الخليجيين «بعدما أعاد النظر بتغريداته»، وطلب من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تزويده «لائحة بالشكاوى ضد قطر للتعامل معها»، على ما قال مسؤول أميركي رفيع المستوى للصحيفة. وزادت أن ماتيس وتيليرسون تابعا هذه الاتصالات مع القيادات المعنية، وشددا على «أن الولاياتالمتحدة لا تحتمل صدعاً في العلاقة بين السعودية وقطر»، خصوصاً أن «هناك 11 ألف جندي أميركي في قاعدة العديد، حيث تنطلق الطائرات الأميركية في الحرب على داعش». وأكدت الديبلوماسية الأميركية السابقة رئيسة معهد «دول الخليج العربي في واشنطن» مارسيل وهبة ل «الحياة» أن اتصالات ترامب «مؤشر جيد بعد أيام من الارتباك والرسائل المتناقضة من البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية». وقالت وهبة وهي سفيرة سابقة لواشنطن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال رئاسة جورج دبليو بوش: «ليس من الواضح بعد إذا كانت لدى الإدارة الأميركية مبادرة ديبلوماسية فاعلة لإطلاق حوار جدي بين الأطراف». وتابعت أن «على قطر تغيير بعض سياساتها» مضيفة أن الأزمة «نتاج خلاف جدي يختمر منذ وقت طويل بالتوازي مع تغييرات في المنطقة مثل حرب اليمن، وتدني إيرادات النفط».