شدّد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري على «أهمية الدور الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد»، مشيراً إلى تأكده من «إرادتهما الصادقة للوصول إلى تسوية للأزمة القائمة لكن يبدو أنَّ لعبة الدول الكبرى كانت أكبر». وعكس بري أمام النواب خلال لقاء الأربعاء النيابي، حرصه على أنَّ «أي خطوة يجب أن تكون في إطار الممارسة الديموقراطية ووفق القواعد الدستورية»، موضحاً أنَّ «في هذه اللحظة لن نتحدث كثيراً عن تفاصيل ما كان يحضّر في إطار التسوية والاتفاق»، وأكد في الوقت نفسه أنَّ «هذا الاتفاق كان لمصلحة كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، لا سيما أنَّ ركناً أساسياً في الاتفاق كان استكمال تطبيق الطائف من دون استثناء». ونقل عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا عن بري قوله إنَّ «أهم شيء أن تأخذ اللعبة السياسية مداها، أمَّا الاستقرار فخط أحمر». ووصف عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب قاسم هاشم من عين التينة لقاء الرئيس سعد الحريري مع الرئيس أوباما بأنه «مكافأة لرئيس الحكومة على مواقفه الأخيرة». وتوقع اتجاه البلد «الى الخراب». وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» نوار الساحلي أنَّ «الاستقرار محسوم والحلول ليست منقطعة عن إمكان الوصول إليها». ورفض عضو الكتلة المذكورة نواف الموسوي تأكيد خبر استقالة الوزراء «اليوم»، قائلاً: «الكلام الآن للرؤساء ثمّ يأتي دور الوزراء وأخيراً يأتي دورنا كنواب». وبعيداً عن عين التينة، سجلت مواقف لشخصيات معارضة، وذكر ان الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي عرض مع زاروه «سبل تجنب الفتنة ومواجهة التحديات بعد فشل المبادرة العربية والمساعي السورية - السعودية لحل الأزمة في لبنان». ولفت وزير الصحة محمد جواد خليفة قبل اعلان استقالته إلى أن «الموضوع أبعد من استقالة حكومة، فلبنان يتعرض لمؤامرة كبرى»، مشيراً إلى أن «لبنان استند إلى المبادرة السعودية السورية، ووصلت المبادرة إلى أماكن متقدمة، ولكن الأمور أخذت مسارات مختلفة ووصلت إلى مكان ما». وقال في حديث الى «المنار»: «يجب أن يُعقد مجلس الوزراء، ويطبق الدستور، وإذا لم نتوافق في الجلسة، نذهب إلى التصويت». ورأى وزير الطاقة جبران باسيل قبل استقالته في حديث الى إذاعة «صوت لبنان»، أن «من الواضح أن لا تجاوب من قبل الطرف الآخر مع أي مسعى سواء المساعي الداخلية لعقد جلسات لمجلس الوزراء كي يتحمل المجلس مسؤولياته ويتخذ قرارات مصيرية ولضبط الوضع في البلد أم مع المساعي الخارجية»، وسأل: «كيف يمكننا أن نحمي الاستقرار؟». واكد وزير السياحة فادي عبود قبل الاستقالة ايضاً في حديث إذاعي، رداً على سؤال عن الخوف من انزلاقات أمنية في حال الاستقالة، أنه «لن يتم اللجوء الى الشارع تحت أي ظرف»، متمنياً «اعتماد الهدوء من الجميع». وقال: «من الطبيعي السعي الى تشكيل حكومة أخرى لممارسة دورها الديموقراطي الصحيح». وتوجه الأمين القطري لحزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان فايز شكر بعد لقائه أمين عام «حركة الأمة» الشيخ عبد الناصر جبري على رأس وفد، الى رئيس الحكومة سعد الحريري بالقول: «لماذا أخذ بالموقف الأميركي الذي لا يريد إلا الشر والفتن للبنان، فالمعارضة كانت تدعو باستمرار وتؤكد على حل يحمي البلد من خلال الوحدة الوطنية عنوانه الجيش والشعب والمقاومة؟». وأكد «أن الفرصة ما زالت متاحة حالياً، وعلى الرئيس الحريري أن يأخذ القرار الشجاع بتجنيب الوطن الفتن والتشرذم والاقتتال لتفويت الفرصة على ما تريده أميركا وإسرائيل والمتربصين بنا، وما يحصل لا يبشر بالخير إذ وصلت الأمور الى طريق مسدود لا يعلم إلا الله الى أين تصل لما تحمله من تآمر وخداع. إننا ننصح ونتمنى عليه ألا يخضع لهذه الضغوط والعمل من أجل مصلحة وحماية لبنان واستقراره». وحمّل لقاء الأحزاب «الرئيس الحريري وحلفاءه المسؤولية الكاملة عن تحطيم آمال اللبنانيين بالحل وعن النتائج والتداعيات المتولدة عن ذلك والتي تدفع لبنان إلى مرحلة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار». ورأى في بيان أن «التدخل الأميركي السافر في شؤون لبنان الداخلية إنما تمّ بفعل تواطؤ ورضوخ قوى 14 آذار برئاسة رئيس الحكومة للإملاءات الأميركية». ودعا «المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية الى مغادرة المواقف الحيادية واتخاذ المواقف الإنقاذية».