عدّ الأمين العام للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور عبدالرحمن العوضي أن التلوث النفطي من أهم المشكلات البيئية التي يعاني منها الخليج العربي، مؤكداً أن منظمته تسعى جاهدة إلى التنسيق الدائم مع الدول لرفع مستوى أدائها في هذا الجانب، لافتاً إلى إنشائها مركزاً في البحرين (مركز الميماك) يختص بالمساعدات المتبادلة للتلوث النفطي في دول المنظمة. وقال ل«الحياة»: «تنفذ المنظمة بين فترة وأخرى تجارب فرضية للتلوث النفطي بدول المنظمة تنظر من خلالها إلى جاهزية الدول والتنسيق فيما بينها للتعامل مع أي تلوث أو كارثة محتملة، وكانت آخر التجارب في المنطقة الشرقية بالسعودية، شاركت فيها جميع الدول، وأنشئ لها مركز عمليات خاص، نفذت فيه الخطط الإقليمية والوطنية المتعلقة بمكافحة التلوث بالزيت». ويذهب العوضي إلى أن اهتمام المنظمة بهذه القضية ناتجُ من تعرض المنطقة لكارثة بيئية إبان حرب الخليج 1991، حين سكب أكثر من 12 مليون برميل من النفط الخام في الخليج العربي، ما شكل هاجساً وقلقاً حقيقياً على دول المنظمة لا تزال المنطقة تعاني من آثاره وتوابعه حتى الآن. ويعقد في جدة اليوم (الأربعاء) الاجتماع ال15 للجنة التنفيذية العليا للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية والتي تضم في عضويتها الدول المطلة على الخليج العربي، والأعضاء في المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية. وأوضح الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز أن الاجتماع الوزاري سيستعرض أهم القضايا المتعلقة ببيئة الخليج العربي، وآلية حمايته في ظل القضايا العالمية والبيئية التي تؤثر على بيئة البحار كون الخليج العربي من أكثر بحار العالم حساسية. وأضاف: «إن الاجتماع يتناول أهم المواضيع المدرجة على أجندته، ومنها تقرير عن الوضع الراهن للبيئة البحرية للخليج العربي، وموضوع محطة استقبال صور الأقمار الاصطناعية لمراقبة التلوث البحري، ودراسة حماية البيئة البحرية من الأنشطة البرية، وتفعيل «البروتوكول» المتعلق بالتحكم في التخلص من النفايات والملوثات عبر الحدود، وتفعيل التوعية البيئية في الدول المنظمة، كما يطلع الاجتماع على تطوير ملاحق «البروتوكول» المتعلق بالتعاون الإقليمي الخاص بمكافحة التلوث بالزيت والمواد الضارة الأخرى، والنظر في الاتفاقات المتعلقة بالتعاون الإقليمي الخاص بمكافحة التلوث بالزيت». وأشار الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة إلى أن الاجتماع يأتي في إطار التشاور والتعاون من أجل الحفاظ على بيئة الخليج، والتنسيق بين الدول في كل ما من شأنه إكساب الخليج العربي صبغة البحار المستقرة البعيدة من الملوثات، إضافة إلى تبادل الخبرات وتعزيز العلاقات المشتركة بين الدول المشاركة والتنسيق الدائم لما فيه مصلحة بيئة الخليج العربي. واستكمل كبار المسؤولين عن شؤون البيئة في المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية اجتماعهم ال16 برئاسة وكيل الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سمير بن جميل غازي تمهيداً لبدء الاجتماع الوزاري ال15 للجنة التنفيذية العليا للمنظمة اليوم. وأوضح الدكتور سمير غازي أن اللجنة ناقشت في اجتماعاتها عدداً من المواضيع المدرجة في جدول أعمالها كان من أهمها مراجعة التقرير الأولي لتنفيذ قرارات الاجتماع ال14 لمجلس المنظمة والبرامج المقترحة لعامي 2011-2012، إضافة إلى مراجعة التقرير الخاص عن وضع حالة البيئة البحرية ومسح المحميات الموجودة وكفاءة الجودة النوعية ومسح الملوثات في المنطقة البحرية للمنظمة. وناقشت اللجنة الموضوع الخاص بمراقبة جميع المؤثرات المتغيرة على الصحة العامة في المنطقة البحرية وحماية الإدارة المستدامة ومصادر الثروة السمكية والاستشعار من بعد، إضافة إلى الرحلات البحرية العلمية. واستعرضت موضوع المراقبة المتكاملة وبرامج التقييم والبحث و«بروتوكول» حماية البيئة البحرية من التلوث البحري الناجم عن استكشاف واستغلال الجرف القاري.