كشفت رئيسة المؤسسة الوطنية الخيرية للرعاية الصحية المنزلية في المنطقة الغربية الأميرة عادلة بنت عبدالله، إصدار هيئة كبار العلماء في السعودية فتوى تجيز استخدام أموال الزكاة لمساعدة المرضى المحتاجين للرعاية الصحية المنزلية لتوفير الأجهزة الطبية والعلاج، مشيرة إلى اعتماد الرعاية المنزلية كإستراتيجية صحية من الجهات المعنية. وأفادت أنه تم تكوين لجنة وطنية ضمت في عضويتها جميع القطاعات الصحية ومؤسستها لتفعيل وضمان جودة خدمات الرعاية الصحية المنزلية. وقالت أمس (الثلثاء) خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الطبي الاجتماعي الثاني للرعاية الصحية المنزلية الذي تنظمه مؤسستها بعنوان «شراكة صحية وإنسانية...ثقافة التميّز»: «تعكف «المؤسسة» في المنطقة الغربية بالتعاون مع المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، على إعداد معايير وإجراءات الخدمة الخاصة بالمؤسسات الصحية المنزلية وفق معايير اللجنة الدولية المشتركة ومعايير دولية أخرى (مثل كندا، وأستراليا، وماليزيا، وسنغافورة)، إضافة إلى إعداد أكثر من تصور لبرنامج دبلوم تمريضي للرعاية الصحية المنزلية جار عرضه على جامعة الملك عبدالعزيز كجهة أكاديمية متخصصة بالتنسيق مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والمستشفيات التي لديها خبرة في هذا المجال، وإنشاء قاعدة المعلومات الخاصة بالرعاية الصحية المنزلية لتكون نواة للإحصاءات المساعدة للتخطيط، والأبحاث الأكاديمية جار استكمالها هي الأخرى»، مشيرة إلى عزم المؤسسة تنظيم برامج تدريب كوادر التمريض بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز في جدة تكون معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، لافتة إلى أن المؤتمر يأتي تعزيزاً للتوجهات التطويرية الهادفة للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن. من جهته، أكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة في كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم أهمية الشراكة بين القطاع الصحي والمؤسسات الخيرية الصحية. وقال: «إن المؤتمر يندرج في إطار السعي لنشر وتطوير خدمة الرعاية الصحية المنزلية وتوسيع الخدمات الاجتماعية للمرضى لتحقيق حياة كريمة وتخفيف معاناتهم، إذ يسعى إلى ضمان تطبيق معايير الجودة في الرعاية المنزلية والحصول على دعم صنَّاع القرار لسنِّ القوانين التي تسهم في خدمة الرعاية المنزلية، واعتماد تدريب وتحفيز الكوادر العاملة، وتعريف المهتمين بمستجدات هذا المجال». وزاد: «إن تقديم خدمة الرعاية الصحية المنزلية لنحو خمسة آلاف مريض يعادل ما يقرب من إنشاء 10 مستشفيات بسعة 100 سرير، إذ استطاعت وزارة الصحة تقديم خدمات في هذا الجانب إلى أكثر من خمسة آلاف مريض من خلال 77 مستشفى منتشرة في أنحاء المملكة خلال عام ونصف عام فقط». وأشار إلى أن المؤتمر فرصة لتطبيق تجارب واقعية على أرض الواقع نفذتها وزارة الصحة، إلى جانب تجربة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية المتميزة التي تجلت في تبنّي «الوزارة» إستراتيجية جديدة في مجال الرعاية المنزلية (برنامج الطب المنزلي)، إذ تبنت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة إقامة أول مركز للرعاية الصحية المنزلية تابع لوزارة الصحة بمبادرة من المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة ودعم كبير من المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية. وكانت بداية العمل في مركز المدينةالمنورة في نهاية العام 1426ه (كأول مركز رعاية منزلية تابع لوزارة الصحة منذ إرساء «الوزارة» مع «المؤسسة» في عام 2005 قواعد تعاون بينهما)، نجح في تقديم خدمات متميزة حتى أصبح الآن بمثابة مركز تدريب لمنسوبي الطب المنزلي. من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور سالم خليل الضاحي الرعاية الصحية المنزلية إحدى الإستراتيجيات الجديدة في مجال الرعاية الصحية، نظراً إلى ازدياد نسبة المسنين في المجتمع السعودي الناتج من هذا التقدم في الرعاية الصحية في السعودية، مشيراً إلى أن أهداف المؤتمر تتركز في ضمان تطبيق معايير الجودة في الرعاية الصحية المنزلية، ودعم القيادات الصحية لوضع سياسات تسهم في تطوير صناع القرار وسن القوانين التي تسهم في تطوير الرعاية الصحية المنزلية، إضافة إلى اعتماد تدريب وتحفيز الكوادر العاملة في هذا المجال، وتعريف المهتمين بالمستجدات به، والاستفادة من التجارب العالمية للرعاية الصحية المنزلية في تطوير هذه الخدمة في البلاد.