شغلت مسيرة السلام في الشرق الأوسط وموضوع سورية ولبنان، حيزاً مهماً من محادثات الرئيسين الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي في البيت الأبيض أول من أمس. وحضر لبنان والمحكمة الدولية، وتحديداً من زاوية القرار الظني المرتقب صدوره عنها أيضاً خلال محادثات الرئيس الفرنسي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكذلك خلال محادثات ساركوزي ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في فندق «كارلايل» في نيويورك. ويجري أوباما اليوم محادثات مع الحريري في البيت الأبيض، بعد القمة التي جمعته أمس مع الملك عبدالله في مقر إقامة الأخير. وقال مصدر رئاسي فرنسي إن ساركوزي تحدث بالعمق عن مسيرة السلام وسورية ولبنان، وإنه وجد الرئيس الأميركي منفتحاً جداً على خيار فرنسا مد اليد الى سورية، وربما أكثر انفتاحاً من إدارته. وأضاف المصدر: «بالنسبة الى لبنان، تحدث ساركوزي مع الرئيس الأميركي عن جهود فرنسا الهادفة الى تمكين المحكمة من الذهاب الى النهاية من دون أن يؤدي ذلك الى انفجار الوضع». وذكرت مصادر مطلعة على القمة الأميركية - الفرنسية أن الرئيسين تباحثا في إشكالية الوضع اللبناني من زاوية أن تستكمل المحكمة عملها ويتم الحفاظ على الاستقرار والتوازن، وفي كيفية العمل للخروج من الوضع الراهن. وأشارت الى أن الرئيسين، اعتبرا أن لا بد من تجنب الانفجار وأن مسؤولية الحريري ستكون صعبة بصفته نجل الضحية (الرئيس رفيق الحريري) ولكن في الوقت نفسه رئيس حكومة لبنان، حيث عليه الحؤول دون أي انفجار وأخذ مبادرات للتهدئة... وبالنسبة الى سورية، سأل ساركوزي أوباما عما يمكن القيام به على المسار السوري - الإسرائيلي ورد الرئيس الأميركي بأنه ينبغي التفكير في ذلك، وبأنه عيّن سفيراً، ليظهر استعداده للعمل مع سورية، لكنه تساءل مخاطباً ساركوزي: «هل ترى أننا حصلنا على شيء في المقابل». ونقلت المصادر عن ساركوزي قوله إنه ينبغي عدم اليأس وتشجيع الرئيس السوري بشار الأسد على القيام بالمزيد من الخطوات، مكرراً أن زوجة الرئيس السوري تعطي صورة عنه بأنه رجل حداثة كونها مثقفة وعصرية، وترغب في تحديث بلادها. وأشارت الى أن ساركوزي قال إن قرار أوباما إرسال سفير له الى دمشق ينطوي على أهمية كبرى. وتابعت المصادر أن الحديث تناول مطولاً مسيرة السلام وأن ساركوزي بادر الى الكلام في حضور وزيرتي الخارجية والاقتصاد الفرنسيتين ميشال آليو ماري وكريستين لاغارد عما يمكن القيام به لإنعاش هذه المسيرة. ولفتت الى أن أوباما قدم عرضاً مفصّلاً لما قام به على هذا الصعيد منذ التخلي عن الشرط المتعلق بتجميد الاستيطان حتى اليوم. وأثار الرئيسان موضوع صدور قرار عن مجلس الأمن حول المستوطنات الإسرائيلية، وقال أوباما إن هذا القرار يمثل مشكلة، إذا استخدم الفيتو ومشكلة ان لم يستخدمه وامتنع عن التصويت، وإن على رغم الصعوبات، فإن واشنطن عازمة على مواصلة العمل وأن اوباما منخرط شخصياً للتوصل الى نتائج.