سعت وسائل الإعلام الغربية في دعم عملية الاستفتاء على انفصال جنوب السودان، انفصالاً تشرف عليه الدول الأوربية والأميركية وعدد من الدول العربية. ويُنظم الاستفتاء بعد سنوات من حرب بين الشمال والجنوب أدت الي مقتل مليوني مواطن وتهجير نحو 4 ملايين نسمة من مناطقها. ولم تهدأ الحرب الا بعد توصل الجانبين الي اتفاق في 2005 لإجراء استفتاء يحدد مصير جنوب السودان . والمستفيد الأبرز من انفصال جنوب السودان هما الولاياتالمتحدة واسرائيل. والأخيرة تسعي الى اشعال أزمات جديدة في القارة الافريقية من اجل التغلغل فيها. ومنطقة شرق افريقيا منطقة مهمة في حسابات السياسة الاسرائيلية في سياق الصراع العربي الاسرائيلي، وهذا ما أعلنه الزعيم الصهيوني بن غوريون. ولا يخفى على أحد وقوف اسرائيل وراء ازمة دارفور. وتدعم الدول الغربية مساعي اسرائيل هذه. ووعد زعماء الجنوب السوداني بفتح اول سفارة لاسرائيل في الدولة الجديدة . وتلقي خطوات الانفصال في القارة الافريقية ترحيب الدول الغربية التي تبلغ اهدافها في القارة السوداء، وهي تحتضن ثروات كبيرة يسيل أمامها لعاب الدول الغربية. ويقدر احتياطي النفط في جنوب السودان ب 6 بلايين برميل. ومنطقة دارفور غنية بالنفط واليورانيوم. وأصاب المرشد الايراني حين عارض، خلال لقاءة الرئيس السوداني في 2006، إرسال قوات طوارئ الاممالمتحدة الي منطقة جنوب السودان. ورأى يومها، أن نشر قوات الاممالمتحدة هي مؤامرة غربية لدخول منطقة دارفور الغنية بالنفط. وتسعي الدول الغربية من طريق رعاية انفصال الجنوب السوداني الي تقسيم الدول العربية والإسلامية كلها، بعد أن فشلت في تحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد. وترمي الاستراتيجية الاميركية الامنية والسياسية الجديدة الى انشاء كانتونات صغيرة الي جانب الدول الكبيرة، والى زرع الفتنة بينها جراء اختلاف هوية الكانتونات الصغيرة الدينية والعرقية عن هويات الدول الكبيرة. ولذا، يعتقد بعضهم ان السودان هو أول ضحية من ضحايا السياسة الاميركية التجزيئية. ولن تكون الدول الاسلامية الاخرى في منأى من مثل هذه السياسة. والشبه وثيق بين السياسة الاميركية اليوم والسياسة التي انتهجها الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، حين منح مناطق متاخمة للمسلمين الحكم الذاتي. * معلق، عن «قدس ليوم» الايرانية، 9/1/2011، إعداد محمد صالح صدقيان