كل مملكة لا تتسع إلا لملك واحد، إلا في مدريد، حيث الريال قلعة العاصمة الإسبانية الشامخة، وكبير أوروبا وملك أنديتها، حيث فرقة «الملوك» الذين لا يشبعون الذهب، ولا يملون الإنجاز، وكأن خزائنهم تصرخ بعد كل بطولة «هل من مزيد»؟ فإن كان لديك كريستيانو رونالدو وتوني كروس وراموس ومارسيلو ومن خلفهم نافاس، ويقودهم الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان فليس بوسعك إلا أن تستعد لاستقبال المزيد من الألقاب، والكثير من الإنجازات، ولعله هذه هي الحال التي يعيشها النادي «الملكي» الذي احتفل ببطولته ال12 في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، من أمام ضيفه الصعب يوفنتوس الإيطالي الذي خرت قواه واستقبلت شباكه أربعة أهداف مع كل رأفة. تناوب على تسجيل الرباعية «الدون» كريستيانو رونالدو الذي هز الشباك لمرتين، والبرازيلي كاسيميرو والبديل ماركو أسنسيو، فيما كانت بصمة هوائية الكرواتي ماريو مانزوكيتش هي بصمة «السيدة العجوز» الوحيدة التي لا يزال نحس المباريات النهائية ملازماً لها، إذ خسر يوفنتوس للمرة السابعة بعد أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003 و2015، ليكتفي بلقبي 1985 و1996. وتغزلت الصحف الأوروبية ب«الملكي» وبنجومه، وعلى رأسهم المدرب زين الدين زيدان، وكريستيانو رونالدو، إذ تغنت (ليكيب) الفرنسية بعظمة النادي الملكي الذي فاز بالبطولة الأوروبية 12 مرة، مبرزة أستاذية زيدان الذي أصبح أول مدير فني يتوج بلقب التشامبيونز لعامين متتاليين منذ أن فعل ذلك الإيطالي أريجو ساكي. كما سلطت الصحيفة الضوء على أداء كريستيانو الذي اعتبرت أنه «جاء ليأخذ كرته الذهبية وكأنها شهادة في نهاية العام الدراسي». وأضافت أن الأداء الذي قدمه السبت أثبت أن اسمه قد يُكتب يوماً ما في الصفحة نفسها مع لاعبين مثل الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا أو البرازيلي بيليه أو الهولندي يوهان كرويف. وتابعت (ليكيب): «بعيداً عن أن الريال أثبت أنه النادي الأعظم في التاريخ، أظهر نهائي السبت أن هذا الفريق لديه مدرب اسمه زين الدين زيدان». وبدورها، سلطت صحيفة (لو باريزيان) الضوء على بطلها المحلي مشيرة إلى أن «زيدان صار ملكاً في أوروبا». وأضافت الصحيفة أن الدولي السابق الذي قاد فرنسا عام 1998 للفوز بالمونديال للمرة الأولى والوحيدة في تاريخ هذا البلد، «دخل التاريخ مدرباً». وفي هذا السياق، أشارت إلى أن «الأسطورة تقول إن لاعب عظيم ليس بالضرورة مدرباً عظيماً. زيزو أثبت العكس، المدرب العظيم هو ذلك الذي يعرف كيف يضع يديه على مشكلات فريقه». أما الصحف الإنكليزية، فوصفت رونالدو ب«العبقري الحقيقي» بعدما سجل هدفين في النهائي، وبصورة ل«الدون» بعنوان «عبقري حقيقي»، أبرزت صحيفة (صنداي تايمز) في قسمها الرياضي أن «هدفي رونالدو ساعدا الريال ليصبح أول فريق يحتفظ بلقب التشامبيونز ليغ لموسمين متتاليين». وأضافت الصحيفة أن صاروخ ماديرا «قاد النجوم إلى المجد»، مشيرة إلى أن «فريق السيدة العجوز عاد ليتذوق طعماً ليس غريباً عنه» في إشارة لكونه الفريق الذي تعرض لأكبر عدد من الهزائم في نهائيات المسابقة الأوروبية (7 مرات). من جانبها، اختارت صحيفة (ذا غارديان) للصفحة الرئيسة لقسمها الرياضي، صورة للنجم البرتغالي وهو يحتفل بواحد من هدفيه بعنوان «مملكة بنفسجية» في إشارة إلى الزي البديل الذي كان يرتديه الملكي، مضيفة أن «ثنائية رونالدو ساعدت الريال على فرض حكمه من جديد». كما خصصت صحيفة «ديلي ميل» أيضاً جزءاً كبيراً من قسمها الرياضي لكريستيانو الذي «سجل هدفين لمساعدة ريال مدريد على صناعة التاريخ والاحتفاظ باللقب» للعام الثاني على التوالي. أما صحيفة «ذا صن» فأشارت إلى أن «رونالدو سجل ثنائية ليفوز أصحاب القمصان البيضاء باللقب مجدداً ويحطمون قلب يوفنتوس». أما الصحف البرتغالية فلم تنتظر للتتوج رونالدو بالكرة الذهبية، «قفزة للأبدية»، هكذا جاء العنوان في صحيفة «أبولا» التي نشرت في صفحتها الأولى صورة للمهاجم البرتغالي، وهو يقفز احتفالاً بهدفه. وأبرزت الصحيفة أن هذه المرة الرابعة التي يفوز فيها كريستيانو بدوري الأبطال، وأن المهاجم ينتظر الكرة الذهبية الخامسة. كما نشرت واحدة من العبارات التي صرح بها كريستيانو بعد المباراة ليرد بها على منتقديه: «من يتغنون بانتقادي سيتوقفون الآن عن العزف على جيتارهم». أما جريدة «ريكورد»، فنشرت في صفحتها الأولى صورة للاعب جالساً على ركبتيه بعد المباراة، بعنوان «أبدي»، مؤكدة أنه كان «نجم النهائي» بتسجيله هدفين.