يتمتع بقدر لا بأس به من الثقافة ويمتلك كاريزما من نوع خاص. كلما أطل عبر الشاشة وجد المشاهد أمامه إعلامياً يتحدث إلى ضيفه بثقة واحترام لا يخلو من الجدل أحياناً إذا تطلب الحوار ذلك، فهو لا ينتمي إلى مدرسة استفزاز الضيف التي يعتمد عليها بعض نجوم الإعلام لجعل الحلقة أكثر سخونة. يستطيع شريف بركات ببساطة شديدة أن يجذب المشاهدين من خلال أسئلة تكشف جوانب مثيرة ومختلفة لكبار الشخصيات في المجتمع في برنامج “علمتني الحياة” الذي استكمل عامه الثالث مطلع كانون الثاني (يناير) الجاري. «التحاقي بقناة المحور جاء من خلال العمل في إدارة الشؤون القانونية بإحدى الشركات التي يمتلكها رئيس القناة الدكتور حسن راتب، وفي عام 2005 تم الإعلان عن موعد اختبارات لاختيار فريق عمل خاص بالقناة. ومن بين مئات الشباب المتقدمين وقع الاختيار عليّ ببساطة لأنني كنت المتقدم الوحيد الذي تحدث في مجال السياسة، ومن ثم تم ترشيحي للعمل كمراسل، وبفضل اجتهادي تدرجت حتى أصبحت مندوب القناة في جامعة الدول العربية». عن انتقاله إلى تقديم برنامج «علمتني الحياة» أكد بركات أن القدر قاده لإجراء حوار مع الأمير طلال بن عبدالعزيز بعدما اعتذر أحد زملائه عن هذه المهمة، وكانت لهذا الحوار أصداء جيدة للغاية وتلقى عنه رسالة شكر من مكتب الأمير طلال. إثر ذلك رشحت إدارة القناة بركات لإجراء مجموعة من الحوارات تحت عنوان «حوار خاص»، حيث استضاف الدكتور عبدالوهاب المسيري الذي سأله في نهاية الحلقة سؤال من خارج الاسكريبت؟ حول ماذا علمته الحياة، الأمر الذي لفت انتباه المخرج ومن هنا جاءت فكرة تقديم برنامج «علمتني الحياة» الذي يعتمد على كونه شاباً جريئاً ومثقفاً يمثل هذا العصر ويتحاور مع كبار الشخصيات العامة. صعوبات واجه شريف بركات صعوبات مع بداية عرض البرنامج على شاشة المحور «لم أكن مذيعاً معروفاً لدى غالبية الضيوف الذين كانوا يسألون عمن سيحاورهم، ونظراً لعدم معرفتهم بي كان فريق الإعداد يبذل مجهوداً كبيراً لإقناعهم بالموافقة، وكانوا يرسلون للضيف أسطوانة تحتوي على حلقات سابقة ليتعرف الى طبيعة البرنامج. الآن وضعت أمام تحد كبير لإثبات نفسي؛ لذا كنت أذاكر تاريخ وشخصية كل ضيف جيداً، الأمر الآن أصبح أكثر سهولة؛ فالجميع يرحبون باستضافتهم بالبرنامج». يحلم بركات بعد استضافة ما يقرب من 150 شخصية في برنامجه بتقديم سلسلة حوارات مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك بعنوان «علمتني الحياة... ورؤية للمستقبل» يتناول فيها كل الجوانب السياسية والاقتصادية عربياً ودولياً. «منافسة قوية ومحترمة» هكذا عبر عن المنافسة التي شهدها في الوسط الإعلامي، مشيراً إلى أنه ظهر معه في البرنامج أشهر الإعلاميين الذين سمحوا له بمحاورتهم، على سبيل المثال حمدي قنديل، مفيد فوزي، وأحمد منصور. وهو يشعر بالفخر لوجوده وسط هؤلاء الإعلاميين. ويقول: «دائماً ما أنظر إلى من سبقوني في مجال الإعلام بعين التعلم وليس بعين المنافسة؛ فأنا لا أنافس سوى نفسي وأسعى لتطوير أدائي، فأقوم بمتابعة البرامج العربية والأجنبية». ولشعوره بالمسؤولية تجاه المشاهد، يؤكد أنه يلتزم الحياد تجاه ضيوفه ولا يخشى مواجهتهم بالانتقادات الموجهة إليهم، وكذلك بالإيجابيات فليس لديه خطوط حمر سوى التزامه الشخصي بعدم الإساءة لرئيس الجمهورية أو تناول ما يمس الأمن القومي المصري. وبسؤاله هل من الممكن أن يتخلى عن الهدوء الذي يعتمد عليه في أغلب حواراته، أكد بركات أنه يحاول الابتعاد عن التكلف والظهور بشخصيته الطبيعية أمام الكاميرا والتحكم في أدائه تبعاً لطبيعة البرنامج، بخاصة أنه يقوم باستضافة شخصيات ناجحة ومهمة تتحدث عن تجربتها الإنسانية وهناك جانب من البرنامج يتناول الانتقادات التي وجهت لهم خلال مسيرتهم العملية وهذا ما يضفي على الحلقة نوعاً من الإثارة والسخونة. موضة وأشار شريف إلى أن المذيع المعارض والمشاغب موضة انتشرت أخيراً بعد سنوات طويلة كان فيها الإعلامي مجاملاً ومؤيداً طوال الوقت، ولكن مع الانفتاح الإعلامي واتساع مساحة حرية الرأي انقلب الحال إلى النقيض. ولكنه مع هذا يرفض الانسياق وراء هذا أو ذاك ويرى أن المذيع عليه الالتزام بالقواعد المهنية. وعن برنامج «صباحك عندنا» الذي بدأ منذ شهور، أوضح بركات أن عند ترشيحه للمشاركة في تقديم هذا البرنامج مع زملائه محمد القاضي ورباب الشريف وعمرو سمير طلب من إدارة القناة باستمرار واستكمال لبرنامج «علمتني الحياة». وأوضح أن «صباحك عندنا» لم يكن أقصى طموحه، ولكنه يعتبره خطوة مهمة وانتقالية؛ حيث يخوض من خلاله تجربة الحضور على الهواء مباشرة ومواجهة الجمهور، فضلاً عن اكتساب المزيد من الخبرات، أهمها إجراء حوار خلال 20 دقيقة فقط وهو ما يؤهله لمرحلة أخرى يتمنى أن يقدم فيها برنامجاً دينياً كبيراً أو توك شو مسائياً. وعلى رغم اختلاف طبيعة هذا البرنامج عن تجربة «علمتني الحياة»، أكد بركات أنه لم يخش الظهور عبر برنامج ترفيهي صباحي، بخاصة أنه يقدم من خلاله فقرة «كلام جد» التي تتناسب مع شخصيته فهو لا يفضل تقديم الفقرات الترفيهية الخفيفة ولكن هذا لا يمنع أنه قام بتطويع أدائه بما يتناسب مع طبيعة البرنامج. وعما تعلّم من ضيوف برنامجه، أكد أنه اكتسب الثقة بالنفس والجرأة إلى جانب عدم الانبهار بالشخصيات التي يقابلها لأن لكل منها أخطاءه.