صدر أخيراً كتاب «التتبع الزماني والمكاني لمعالم طريق الهجرة النبوية في روايات العلماء للفترة 151 - 1393 - باستخدام أساليب التحليل الكمي والبياني» للدكتور عبدالله بن حسين القاضي. وهو عبارة عن بحث أجراه المؤلف ونشر أصله في العدد ال 33 من مجلة مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة. وجّه المؤلف إهداءه إلى خادم الحرمين «إلى من عاهد الله على حمل راية الإسلام فشمل واجبه الأرض وما حملت، إلى من سعى بخطى ثابتة ليثبت للعالم إنسانية الإسلام ورسالته، إلى من تحمل أمانة نشر السيرة النبوية الشريفة بعطرها وجمالها وصفائها، إلى ولي أمر هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله بنصره وتوفيقه». وسعى البحث إلى تتبع واستخلاص ومن ثم بناء قائمة واحدة شاملة لمعالم طريق الهجرة النبوية، كما وردت في روايات علماء السيرة وتحديد مواضعها وتوقيتاتها الزمنية. كما سعى إلى توضيح كيفية الاستفادة من بعض أساليب التحليل الكمي والبياني، في تسهيل عملية تدقيق وتلخيص ومقارنة الروايات المختلفة للعلماء وعرضها بحيث يسهل تبيان درجة شمولية كل رواية لمعالم طريق الهجرة، ودرجة شهرة كل معلم من تلك المعالم، فضلاً عن جوانب أخرى مثل الاتفاق والاختلاف والتشابه والتكرار بين الروايات. وتتبع المؤلف معالم طريق الهجرة بطريقة كمية وبيانية مبسّطة، كي يكون له أعظم الأثر في تحقيق أهداف ذلك البحث، فضلاً عن متابعة المرحلتين التاليتين من المشروع البحثي الممتد. واعتمد البحث في جمع المعلومات على مراجعة تفصيلية لكتب السيرة النبوية والتاريخ والبلدانيات، التي تحدثت عن معالم وتوقيتات هجرة الرسول الكريم خلال الفترة 151 - 1393ه. وذكر القاضي حول منهجية البحث أنه قام بجمع المعلومات المطلوبة بطرق مكتبية وأخرى ميدانية، أما المعلومات المكتبية فاستُخلصت من مراجعة أمهات الكتب والمؤلفات السابقة وكتب السيرة النبوية، التي ذكرت الروايات التي تحدثت عن معالم ومواضع وتوقيتات هجرة الرسول الكريم. أما المعلومات الميدانية فقام بجمعها بالزيارات والمقابلات المتكررة مع علماء السيرة والبلدانيات المعاصرين. وأبرز البحث عدداً من النتائج، مثل توضيح درجة شمولية كل رواية من الروايات العشرين التي رجع إليها البحث، وتوضيح شهرة كل معلم. جاء الكتاب في 91 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف فاخر.