احتفى الأديب السعودي محمد صادق دياب بعدد من مثقفي جدة، بمناسبة صدور كتاب الدكتور عاصم حمدان «قديم الأدب وحديثه في بيئة المدينةالمنورة» الصادر عن نادي المدينة الأدبي، وبحضور مدير جامعة الملك عبدالعزيز السابق الدكتور غازي مدني ورئيس قسم اللغة العربية الدكتور عبدالله السلمي. وقال دياب: يعد كتاب الحمدان مرجعاً مهماً في تاريخ المدينةالمنورة الأدبي، بذل فيه المؤلف جهوداً كبيرة، وتوثيقه لمراحل مهمة ومفصلية شهدتها البقعة الطاهرة ونحن نحتفي به الليلة تقديراً لما بذله من خدمة أدبية قلّ وجودها في مسيرة الحركة الثقافية في السعودية». وقال الدكتور حمدان عن كتابه: قضيت قرابة العشرة أعوام في إعداد هذا الكتاب، ولمّ شمل الحالة الأدبية التي شهدتها المدينة النبوية، وكان لا بد من مرور فترة زمنية كافية، خصوصاً لجهة المضمون الشعري كشأن جميع التيارات الأدبية التي تحتاج إلى كثير من التروي والانتقال التدريجي المحكوم بالسياقات الحضارية والفكرية والاجتماعية». وأضاف حمدان : إن البحوث والدراسات التي يضمها هذا الكتاب تبدأ من العصرين الجاهلي والإسلامي منذ أن بدأت إرهاصات الدعوة في مكة ثم تحويلها إلى واقع عملي وسلوكي في المدينة، مع هجرة الرسول عليه السلام»، مشيراً إلى أن الأدب والشعر «ظل تاريخنا الحضاري والفكري سمة مهمة ومعلماً بارزاً وكثيراً من العلماء تعاطوا هذا الفن الرفيع وكانت حلقات العلم في الحرمين الشريفين دليلاً على هذا التمازج بين ما هو ديني وما هو أدبي»، موضحاً: «أن مما أضر بالثقافة العربية والإسلامية في حقبتها الأخيرة هو التصور القاصر عن طبيعة الفن ومقتضيات الجمال والشعور والإحساس فأقيمت حدود وحواجز بين العلم والأدب وبقية علوم أخرى أبدع فيها علماؤنا الأوائل جامعين في انسجام وتكامل بين مختلف التخصصات ومؤلفين بعيداً عن الارتجال والتصنع بين أنساقها المترابطة»، مضيفاً أن الثقافة العربية والإسلامية الحقيقية «والتي أفادت منها الحضارة المعاصرة لا تعرف انفصالاً بين الدين والعلم من جهة، وعلوم الشريعة وفنون الأدب والإبداع من جهة أخرى».