جوبا - رويترز - يعطي الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان دفعة معنوية للانفصاليين في أجزاء أخرى من أفريقيا، لكن من غير المرجح أن يتبناه زعماء القارة كسابقة يحتذى بها في أماكن أخرى. ومن الصومال الى الكاميرون الى الصحراء الغربية وأجزاء أخرى من السودان نفسه تراقب الحركات المتمردة الاستفتاء عن كثب كدليل على أنه يمكن الفوز بحق تقرير المصير. وتركت الحدود التي رسمتها القوى الاستعمارية اعتباطاً في الأغلب قارة أفريقيا لتواجه تاريخاً طويلاً من حركات التمرد الإقليمية. وقاومت حكومات القارة بشكل جماعي معظم الجهود لإعادة رسم الخريطة. وكان آخر تغيير كبير في حدود أفريقيا حين انفصلت إثيوبيا وأريتريا عام 1993 بعد حرب عصابات طويلة، واستقبل هذا التغيير آنذاك بوصفه استثناء لمرة واحدة. وتعتبر الدول الأفريقية الأخرى أن وضع السودان على الدرجة نفسها من الخصوصية. وترفض القوى الغربية أيضاً دعم النزعات الانفصالية في القارة خشية انتشار الصراع. وقال المعهد الأميركي للسلام ومقره واشنطن في تقرير: «اليوم لا توجد حركات أخرى في أفريقيا لها تاريخ وأتباع محليون ودعم دولي يقارن بما يتمتع به جنوب السودان». واستعدت الحركات المؤيدة للاستقلال في أنحاء القارة للإشادة بالاستفتاء والاستشهاد به كنموذج يحتذى. وقال محمد بيسات، وزير الدولة في الحكومة المعلنة من جانب واحد للصحراء الغربية حيث تكافح «جبهة البوليساريو» الحكم المغربي، إن على «البوليساريو» والمغرب اتباع النموذج السوداني. وأضاف أنه على عاهل المغرب الملك محمد السادس أن يستلهم شجاعة الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وقال نفور نجالا نفور، نائب رئيس المجلس الوطني لجنوب الكاميرون الذي يسعى الى استقلال الأقلية التي تتحدث الانكليزية بالأساس هناك: «بالنسبة الى المجلس الوطني لجنوب الكاميرون وأبناء جنوب الكاميرون في الداخل والخارج يشكل استفتاء جنوب السودان مصدر إلهام كبيراً». وتعتبر منطقة أرض الصومال، وهي منطقة صومالية أعلنت استقلالها وتتمتع بحكم ذاتي منذ عقدين، أن الاستفتاء نموذج لكيفية الحصول على الشرعية الدولية وفقاً لما ذكره وزيرها للشؤون الخارجية محمد عبدالله. وقال عبدالله: «المسألة بالنسبة الى أرض الصومال هي الحصول على الاعتراف. أعتقد أنه إذا حصل جنوب السودان على الاعتراف من خلال هذا الاستفتاء فإنني آمل بأن يفتح هذا الطريق لأرض الصومال». وتسعى حركات استقلال أخرى الى الحكم الذاتي في أجزاء أخرى تمتد من إثيوبيا الى أنغولا وحتى في أجزاء أخرى من السودان نفسه مثل دارفور. وباركت دول أفريقية أخرى استفتاء السودان بوصفه وسيلة لإنهاء الحرب الأهلية. لكن هذا بعيد كل البعد عن تبني المبدأ العام بالسماح بإعادة ترسيم الحدود. وقال زاك فرتين، المحلل في «المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات» إن «هذا هو أكبر اتفاق في القارة من حيث ما يتمتع به من تأييد وضمانات. قامت بالوساطة فيه هيئة أفريقية وأيده الاتحاد الأفريقي». وأضاف: «ربما تسعى مناطق وقوى سياسية أخرى الى استغلال التقسيم كفرصة لتغيير ميزان القوى في الشمال بعد الاستفتاء. لكن من المؤكد أنه لن تكون هناك رغبة تذكر في الخرطوم في الترحيب بأي ميول انفصالية من دارفور أو أي مكان آخر».