يسعى مدخنون إلى الاستفادة من شهر رمضان في التوقف عن التدخين، مستغلين امتناعهم عنه أثناء الصيام لمدة قد تتجاوز 15 ساعة، إلا أن رمضان هذا العام له ميزة أخرى لدى المدخنين الراغبين في التوقف، إذ يشهد منتصفه تطبيق الضريبة الانتقائية على التبغ بأنواعه. وبالتزامن؛ انطلقت حملات توعية تنفذها وزارة الصحة وجهات خيرية من خلال عيادات مكافحة التدخين ليستفيد منها المدخنين. وحددت السعودية 10 حزيران (يونيو) المقبل، موعداً لبدء تطبيق الضرائب الانتقائية، ومعدلها 100 في المئة على التبغ، وتطبق الضريبة الانتقائية على جميع الأصناف الواردة في الفصل 24 من التعرفة الجمركية الموحدة لدول مجلس التعاون، وتحصل أيضاً على التبغ الخام الذي يتم زرعه ومنتجات التبغ التي تتم صناعتها في بعض دول الخليج، ما سيرفع سعر الدخان إلى الضعف. وأطلق أطباء، وجمعيات مكافحة التدخين، ووزارة الصحة حملات توعية تزامناً مع حلول رمضان، بهدف تنبيه المدخنين إلى أهمية الإقلاع عنه واستغلال هذا الشهر. وقال عالم الأبحاث المتخصص في المسرطنات الدكتور فهد الخضيري عبر تغريدة في حسابه ب«تويتر»: «إفطار مبارك لإخواننا المدخنين الذين يعانون من قيد السيجارة وأمراضها وخسائرها، توقفتم 16 ساعة عن التدخين فاستمروا لتنعموا بالصحة والسعادة من دونها». وكان من المقرر أن تطلق وزارة الصحة حملة «غير مسبوقة» للتوعية بأضرار التدخين خلال رمضان، إلا أن الوزارة ألغت الحملة يوم الإثنين الماضي، إذ ظهر وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة من خلال مقطع مصور وقال: «يؤلمني أن أرى أكثر من 70 ألف مواطن يموتون بسبب قرار هم اتخذوه على رغم معرفتهم بضرره. واتفقت وزملائي على إلغاء الحملة وتوجيه الموازنة لإنقاذ ال70 ألف شخص اللذين نخسرهم كل عام». وكانت «الصحة» أعلنت تنفيذ حملة للتوعية بأضرار التدخين والأمراض التي يسببها، ومكافحة انتشار منتجات التبغ المختلفة. وقالت إن التقارير تشير إلى ازدياد عدد المدخنين، وارتفاع عدد الوفيات في المملكة جراء التدخين بأنواعه، مشيرة إلى أن التدخين سبب رئيس لأمراض سرطان الرئة والحنجرة بنسبة تجاوزت 80 في المئة من الحالات. وأكد اختصاصي مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتور جمال باصهي أن التدخين يقتل كل عام ما يفوق عدد الوفيات الناجمة عن الحوادث والمخدرات، مبيناً أن الأمراض الناتجة من التدخين، والوفيات المبكرة للمدخنين تزيد كلفة الرعاية الصحية. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المدخنين في السعودية يتجاوز 6.5 مليون، ومعدل كمية السجائر المستوردة لكل فرد في المملكة عمره 15 فأكثر يبلغ سنوياً 1.7 كيلوغرام، أما حصة الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر من السجائر والتبغ والمنتجات الأخرى، مثل التمباك والمعسل والجراك، فحوالى 2.5 كيلوغرامات سنوياً.