توقّعت واشنطن، أمس، وصول الأطراف السودانيين إلى حل حول منطقة أبيي المتنازع عليها بعد اجراء الاستفتاء في جنوب السودان، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن حل قضية أبيي إلى جانب نجاح استفتاء الجنوب وحدوث تقدم في نزاع دارفور سيمهّد لإعادة تقويم العلاقة مع حكومة الرئيس عمر البشير وامكان اتخاذ اجراءات بينها حذف السودان من اللائحة الأميركية للدول الراعية الإرهاب. وأكد تيم شورتلي، نائب المبعوث الأميركي للسودان سكوت غرايشن، في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن الإدارة الأميركية تشعر بأن الاستفتاء اليوم سيحصل في مناخ إيجابي، معتبراً أن المناخ الحالي «سيهيئ لاجراء الاستفتاء في شكل سلمي وآمن، ونحن على ثقة أنه سيتم بنجاح». واعتبر المسؤول أن الاستفتاء هو «لحظة تاريخية في تاريخ السودان وخصوصاً للجنوبيين» كونه يأتي «بعد 22 عاماً من الحرب ذهب ضحيتها 2.2 مليون شخص»، لكنه أكد أن تركيز واشنطن «ليس فقط على الاستفتاء بل أيضاً على الاتفاقات السياسية التي تبقى عالقة حول أبيي وتطبيق اتفاق السلام في شكل كامل في تموز (يوليو) 2011»، وهو الموعد المفترض أن تتمخض عنه الدولة الوليدة الجديدة في جنوب السودان في حال جاءت نتيجة الاستفتاء لمصلحة الانفصال. وحول أبيي وهي المنطقة الغنية بالنفط المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، قال المسؤول الأميركي «إننا نسعى إلى ايجاد حل سياسي، والأطراف اليوم قريبة جداً من الوصول إلى حل، لكنها أرادت ترك ذلك لمرحلة ما بعد الاستفتاء». وأضاف: «نحن ندعم هذا النهج: نركّز اليوم على الاستفتاء، وسندفع للوصول إلى حل حول أبيي بعد ذلك». وعن شكل هذا الحل، قال المسؤول: «لا نريد أن نُملي حلاً، إنما نريد دعم الأطراف (للوصول إلى حل)». وشدد على أن «البيئة للاستفتاء تمهّد لمناخ جيّد حول أبيي». وسألت «الحياة» المسؤول الأميركي عن أفق علاقة واشنطن بحكومة الرئيس البشير في مرحلة ما بعد الاستفتاء، فأكد شورتلي أن «غرايشن وضع خريطة طريق للسودانيين في أيلول (سبتمبر) الفائت، والسناتور (الديموقراطي) جون كيري أعادها عليهم في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت». وأوضح أن هذه الخريطة تستند إلى اعتبار أن «إجراء استفتاء ناجح (في الجنوب) والوصول إلى حل ناجح لأبيي وتقدم في دارفور، سيكون مدخلاً لتقدم العلاقة بين الطرفين». وقال شورتلي «إن الولاياتالمتحدة مستعدة لتسمية سفير للسودان أو سفيرين في الجنوب والشمال في حال انفصل الجنوب». وأضاف: «وفي الشمال، سيعني النجاح استمرار تعاوننا الاقتصادي وتوسيعه إلى مجالات خاصة لقطاعات عدة بينها الزراعة والنفظ والصناعة والمياه والغذاء». كما أكد المسؤول الأميركي أن واشنطن «ستبدأ عملية إعادة تقويم لوضع السودان في (قائمة) دعم الإرهاب ودرس عملية ازالته عن لائحة الارهاب بالوسائل القانونية». وعن مصير مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس البشير بتهم ارتكاب انتهاكات في دارفور، في حال نجح استفتاء الجنوب، قال المسؤول: «نشدد في حديثنا مع السودانيين على التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، ونعتقد أنه يجب أن تكون هناك محاسبة (لمرتكبي الجرائم في دارفور). ونحن نحض السودانيين على التعاون». ودعا شورتلي إلى دور أكبر للجامعة العربية في مرحلة ما بعد الاستفتاء، بهدف الاستثمار في السودان وضمان التنمية الاقتصادية هناك.