يعقد الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي قمة صباح الاثنين في البيت الأبيض سيُكرّس جزء منها لقضايا إدارة الأزمة المالية العالمية وإصلاح النظام العالمي في إطار ترؤس فرنسا هذه السنة مجموعة ال 20 ومجموعة الدول الصناعية الثماني. والقمة هي لمدة ساعتين، وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية انها ستستكمل في غداء عمل تتم خلاله مناقشة مواضيع دولية منها قضايا لبنان ومسيرة السلام في الشرق الأوسط والسودان وساحل العاج وإيران. وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية ان «لبنان يمر بمرحلة توتر داخلية وكل أصدقائه يعربون عن قلقهم، ولكن أيضاً عن رغبتهم في تهدئة هذا التوتر. وهناك واقع وهو المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أنشئت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري بطلب من لبنان وموافقة من مجلس الأمن، وينبغي أن تتمكن من الاستمرار، وهو ما يتم حالياً، وبناءً على هذا الواقع السؤال هو كيف نساعد، في هذا الظرف الصعب، اللبنانيين ليجدوا طريقة لتهدئة التوترات؟». وقال المسؤول: «الأمر يعود للبنانيين أنفسهم أولاً، وقد رأينا أمراً مشجعاً وإيجابياً هو ان مجلس الوزراء انعقد حتى، ولو أن جدول أعمال هذا المجلس كان قصيراً، ونحن نتمنى أن تظهر مؤشرات إيجابية، وهذا ما يقوم به الحوار السعودي - السوري المهم جداً في الظروف الإقليمية كما هناك دول مثل فرنسا بإمكانها أن تساهم بذلك، وفي هذا الإطار استقبل الرئيس ساركوزي كل رؤساء المؤسسات الشرعية اللبنانية كما بدأ استقبال رؤساء الأحزاب الأساسية في لبنان في إطار البحث عن تهدئة الأجواء». وتابع المسؤول أن بالنسبة الى مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وهي معطلة، السؤال هو: «كيف الخروج من هذا التعطيل؟ وهو موضوع سيثيره ساركوزي مع أوباما. ولا أحد يناقش الدور الأساسي الذي لا يمكن استبداله للولايات المتحدة. ونعتقد أن المسألة في النهج والأسلوب فهناك رغبات أخرى من دول عربية لتساهم في دفع مسيرة السلام». وأضاف المسؤول الفرنسي ان الأوروبيين أيضاً يمكنهم المساهمة في ما سيطرحه الرئيس ساركوزي على نظيره الاميركي عن كيفية المساهمة في دفع عملية السلام على جميع المسارات: الإسرائيلي - الفلسطيني والإسرائيلي - السوري، مشيراً الى ان فرنسا اخذت مبادرة على هذا الصعيد بتعيين مبعوث خاص لهذا المسار هو جان كلود كوسران الذي يجري اتصالات مع جميع الأطراف المعنيين بالمسار السوري - الإسرائيلي وهي تراقب عن قرب ما يجري على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية خصوصاً عبر وجود الوحدة الفرنسية في قوات حفظ السلام في الجنوب. وقالت مصادر فرنسية مطلعة أخرى أن «لبنان أجتاز مرحلة أولى من دون الاستسلام لادعاءات وتهديدات كانت مناورة من البعض. واليوم الكل يقول انه ينتظر حلاً سعودياً - سورياً. فقد تم عقد مجلس الوزراء ورأينا موقفاً موحداً بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط وقد تجاوز لبنان هذه المرحلة. فمنذ ستة أسابيع كانت هناك توقعات بأمور خطيرة بسبب التهديدات والتصريحات. أما الآن فباريس تنظر الى كيفية البحث عن المساهمة في إدارة مرحلة ما بعد صدور القرار الظني بحسب أكثر من مسؤول يتولى الملف اللبناني. وترى مصادر فرنسية ان منذ شهرين كان البعض يردد ان رئيس الحكومة سعد الحريري في عزلة وسيضطر الى الاستقالة وأن السعوديين يطلبون منه تنازلات يومية. وفي النهاية كانت مناورات بمثابة ابتزاز للحصول من الحريري على تنازلات قبل صدور القرار الظني. أما الآن فليس مستبعداً أن تكون هناك مشاكل وعراقيل يفتعلها البعض وقد تكون جدية، ولكن في الوقت نفسه هناك مرحلة جديدة ينبغي مواجهتها وهي ما بعد صدور القرار الظني لأن مناورة البعض للابتزاز لم تنجح في توقيف مسار المحكمة. وسيكون من الأصعب في المرحلة المقبلة أن يتعاملوا مع ما بعد القرار الظني أي ان المرحلة التي سبقت كانت التهديد والآن بعد صدور القرار ماذا سيفعلون؟ بإمكانهم العرقلة ولكن هذا ليس لمصلحتهم. فالسيناريوات غير معروفة لما بعد صدور القرار الظني ولكن ليس لمصلحة أحد التدهور الأمني».