يسعى الأصوليون في إيران إلي استيعاب آثار الهزيمة التي منيوا بها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها الرئيس حسن روحاني متحالفاً مع الإصلاحيين، الذين اكتسحوا أيضاً انتخابات المجالس البلدية في معظم المناطق، بما فيها العاصمة طهران. ونشط النواب الأصوليون علي إعادة تشكيل الهيئة الرئاسية لمجلس الشوري (البرلمان) حيث يُفترض أن تجري بعد غد الأربعاء انتخابات داخلية دورية لاختيار أعضاء هذه الهيئة، بما فيها رئاسة المجلس. وكانت هذه العملية تسير في شكل طبيعي في الاستحقاقات الانتخابية الماضية، لكنها تأثرت هذه المرة بنتائج الانتخابات الرئاسية ورغبة التكتل الأصولي في ترشيح أحد نوابه لعضوية تلك الهيئة التي يبلغ عدد أعضائها 12 عضواً، بمن فيهم رئيس البرلمان. وتتحدث مصادر عن رغبة الأصوليين في إخراج النائب علي مطهري ليحل محله النائب حميد رضا حاجي بابائي. وتنشط 3 تكتلات برلمانية هي «الأمل الإصلاحي» الذي يتزعمه محمد رضا عارف و «المستقلين الولائيين» القريب من رئيس البرلمان علي لاريجاني، برئاسة النائب كاظم جلالي، إضافة إلي التكتل الذي تقوده «جبهة بايدراي» الأصولية المتشددة. وأبلغت مصادر برلمانية «الحياة» أن الإصلاحيين وضعوا خطاً أحمر علي عودة علي لاريجاني ومعاونه علي مطهري إلى الهيئة الرئاسية لمجلس الشوري، بينما أبدوا مرونة في شأن بقية الأعضاء، خصوصاً النائب الأول لرئيس البرلمان، النائب الإصلاحي مسعود بزشكيان. وأشارت المصادر ذاتها إلي مشاورات تتم بين التكتلات الثلاثة للاتفاق علي صيغة مرضية تأخذ في الاعتبار رغبات الأطراف كلّها. إلي ذلك، نقلت مصادر الرئاسة الإيرانية عن عزم روحاني تغيير التشكيلة الوزارية واستبعاد وزراء الصحة والصناعة والاقتصاد والداخلية، والإبقاء علي وزراء الخارجية والدفاع والنفط، حرصاً منه على الاستجابة للدعوات التي طالبت بإعادة صياغة فريقه لحل المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. ورأت «جبهة بايدراي» المتشددة بعد خسارة مرشحها لرئاسة الجمهورية ابراهيم رئيسي أن الحكومة المقبلة يجب أن تأخذ في الاعتبار الظروف التي رافقت الاتفاق النووي وعدم التزام الطرف الغربي بنوده، منتقدةً تصريحات أطلقها روحاني خلال الحملة الانتخابية في شأن الحرس الثوري والبنية العسكرية الإيرانية، مذكرةً ب «المخالفات القانونية التي طبعت الانتخابات»، داعيةً الحكومة الجديدة إلي الاستماع إلى صوت الشعب الإيراني وإجراء تغيير حقيقي في برامج الحكومة «ورفع الفقر والحرمان والبطالة والوقوف أمام الهيمنة الغربية لتحقيق الكرامة للإيرانيين». وأعلن رئيس هيئة الرقابة علي انتخابات المجلس البلدي للعاصمة علي رضا رحيمي أمس، صحة النتائج بعد النظر في 190 شكوي مقدَمة، إذ فازت «لائحة الأمل الإصلاحية» المكوّنة من 21 مرشحاً. واضطر أمين «جمعية العلماء المناضلين روحانيت» الأصولية محمد علي موحدي كرماني إلي إصدار بيان لتوضيح ما قصده ب «الأصوات الحلال» التي حصل عليها المرشح الرئاسي الخاسر رئيسي، في حين انتقد رئيس تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي» مسيح مهاجري سلوك كرماني الذي طلب من أمين مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي إضافة 3 ملايين صوت إلي رئيسي، علي حساب أصوات روحاني «التي لا تغيّر نتيجة الانتخابات، لكنها تقلل الفارق بينهما». يُذكر أن رئيسي حصل علي 16 مليون صوت، مقابل 23 مليوناً للرئيس روحاني.