حصد برنامج «الراحل» عبر «روتانا خليجية» ردود فعل إيجابية منذ حلقته الأولى التي خصصها مقدم البرنامج ومعده محمد الخميسي، للأديب والشاعر الراحل سليمان الفليح، وتحدث فيها ضيوف عاصروا الفليح عن ذكرياتهم معه، في حلقة هي أقرب للفيلم الوثائقي عن حياة الشاعر. أما المكرّم مساء أمس (الأحد)، فكان الشاعر والأديب غازي القصيبي، وشارك في الحديث عنه الفنان محمد عبده، وسلمان العودة، وخالد المالك، ومي آل خليفة، ورجل الأعمال صالح التركي، ويعرض «الراحل» في التاسعة مساءً خلال شهر رمضان. وعبرت ردود الفعل التي غصّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر»، عن شوق المشاهدين إلى المضمون الهادف الذي يقدمه «الراحل»، إضافة إلى تقديرهم لهذا البرنامج الذي يعتبر أكثر منه تكريماً لعمالقة رحلت بالجسد لكنها باقية بأعمالها وأثرها. ومن المزمع أن يتناول البرنامج الوثائقي في حلقاته المقبلة شخصيات حظيت خلال ال100 عام الأخيرة باهتمام السعوديين والخليجيين وأثّرت بحياتهم، بعدما قدّم توثيقاً لشخصيات وأحداث ومناسبات ما زالت عالقة في الأذهان. فخلال فترة التحضير التي سبقت تصوير البرنامج وعرضه، بحث محمد الخميسي عن أهم الشخصيات في ذاكرة السعوديين، وتمكن من رصد شخصيات وأحداث أسهمت في تشكيل الرأي العام في النواحي الدينية والسياسية والفنية والرياضية، مستشهداً بلقطات من المكتبة الوثائقية تبرهن التطور الاجتماعي السريع الذي عرفته السعودية في السنوات ال50 الأخيرة بواسطة شخصيات رائدة عملت على هذا التغيير. والتوقف عند أحداث رأى الخميسي أنها بمثابة منعطفات مهمة في الحراك الثقافي نحو مجتمع اليوم وقضاياه المعاصرة. اعتمد «الراحل» على البحث الميداني وجمع شهادات من عاصروا فترات مهمة، فضلاً عن البحث المكتبي الذي أثرى البرنامج بسيل من المعلومات الغائبة عن المشاهدين، وتمكن البرنامج من تصحيح كثير من المعلومات التي تعج بها المواقع الإلكترونية والمدونات الخاصة، من خلال استقاء المعلومات من عائلة الشخصية الراحلة. وعن البرنامج وانتقاء الأسماء التي ستستعرضها الحلقات المقبلة، قال الخميسي: «تهتم حلقات البرنامج بحياة شخصيات مؤثرة في التاريخ السعودي المعاصر، ولم يقتصر اختيار الشخصيات على شريحة معينة، بل امتد للمجالات الثقافية والاقتصادية والرياضية والفنية. وسيتناول البرنامج في حلقاته تأثر مكونات الثقافة المحلية بالتطور السريع الذي أصاب المجتمع السعودي، عارضاً دور شخصيات في رسم ملامح التأثير من خلال الإشارة إلى إرثها الكبير». وأضاف أن البرنامج «لم يغفل عن دور كثير من الشخصيات المساعدة التي كان لها بصمة في توجيه البلاد سياسياً وفكرياً واقتصادياً».