ابيدجان، واشنطن، لندن، اكرا – رويترز، أ ف ب - منعت وزارة الخزانة الأميركية المواطنين من إجراء معاملات مالية مع رئيس ساحل العاج لوران غباغبو وقررت مصادرة اصوله كي يقبل بالتنحي من منصبه بعد اعلان خسارته امام حسن وترة في الانتخابات التي أُجريت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فيما اعلنت بريطانيا انها لن تعترف الا بالبلاغات الصادرة عن وترة باعتباره رئيساً لساحل العاج، وذلك بعدما قرر غباغبو طرد سفيرها الى جانب السفير الكندي من ابيدجان. وقال آدم سزوبين مدير مكتب وزارة الخزانة الأميركية لمراقبة الأصول الأجنبية ان «القرار سيعزل غباغبو ودائرته الداخلية عن النظام المالي العالمي، وسيؤكد رغبة المجتمع الدولي في تنحيته». وأعلن المسؤول الأميركي أن غباغبو يظهر «استخفافاً فاضحاً» بإرادة أبناء ساحل العاج، موضحاً ان الحظر يشمل زوجته سيمون ومستشاريه ديزاير تاغرو وباسكال افي نيغوسان والسايد جيجي، فيما اشارت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس ان مجلس الأمن ملزم بحث توسيع العقوبات. ورداً على طرد غباغبو السفيرين البريطاني والكندي من ساحل العاج، عملاً «بمبدأ المعاملة بالمثل» في العلاقات الديبلوماسية بعد سحب بريطانيا وكندا نهاية كانون الاول (ديسمبر) الماضي اعتمادي سفيري ساحل العاج اللذين عينهما غباغبو، اعلنت بريطانيا انها لن تعترف بوترة رئيساً منتخباً ديموقراطياً لساحل العاج، وتقر فقط بشرعية الاعلانات التي يدلي بها باسم حكومته». وغداة مطالبة وترة دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا بالتدخل عسكرياً لإطاحة غباغبو، صرح وزير الخارجية النيجيري اودين اجوموغوبيا بعد لقائه نظيره الجنوب افريقي مايت نكوانا ماشابان في لاغوس بأن «القوة المشروعة غير مستبعدة، لكننا سنفعل كل ما هو ممكن لإقناع الرئيس غباغبو بالتنحي». واعتبر ان مسألة استخدام القوة «عامة، ولا تعني فقط نيجيريا ومجموعة دول غرب افريقيا وأفريقيا، لأن حياة بشر كثيرين على المحك»، ما يشير الى ان التدخل العسكري الجاري إعداده يبقى الحل الاخير بالنسبة الى هذه الدول. ويمكن ان يزيد احتمال التدخل العسكري تنامي المخاوف من تدهور الوضع الأمني في غرب ساحل العاج إثر مقتل 14 شخصاً هذا الاسبوع، ما رفع الى 210 اجمالي عدد القتلى منذ منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وقال قائد قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام ان القوات الموالية لغباغبو تدعم العنف العرقي، في وقت أعلن وترة اول من امس من مقر اقامته في فندق «غولف» في ابيدجان والذي يحميه مئات من جنود الاممالمتحدة ويحاصره أفراد الجيش المؤيد لغباغبو، ان يدي منافسه «ملطختان بالدماء»، مضيفاً: «في كل ليلة يغتال مسلحو ميليشيا ومرتزقة اجانب أبناء ساحل العاج ويغتصبون نساءً»، علماً ان جماعات للدفاع عن حقوق الانسان وديبلوماسيين يقولون ان مرتزقة ليبيريين موالين لغباغبو ينتشرون في البلاد. لكن قائد ميليشيا «الوطنيين الشبان» المؤيدة للرئيس المنتهية ولايته دعا أنصاره الى التزام الهدوء، وترك المجال للديبلوماسية لحل الاضطرابات. وقال «الديبلوماسية جارية لذا دعنا نرى ما ستسفر عنه، ولكن اذا اختارت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) الخيار العسكري فسندرس الأمر». وفي موقف خارجي لافت، قال الرئيس الغاني جون اتا ميلز: «لا ننحاز الى أي جانب في أزمة ساحل العاج، ونعتقد بأن استخدام القوة لن يحل المشكلة».